مختصر سؤال الفتوى:
أفتوني ...ابني توفى في حادث سير وانا السائق.... هل علي كفارة ودية؟
سؤال الفتوى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل اشهر سافرت انا وعائلتي في سيارتي من المدينة التي نقيم فيها الى العاصمة لنزور اهل زوجتي... زوجتي التي كانت تجلس في المقعد الامامي وأبني الكبير يوسف(7 سنوات)كان في المقعد الخلفي وابني الصغير ياسين(7 شهور) في حضن امه..وفي الطريق رأيت شاحنة ذات مقطورة طويلة تسير ببطئ وقررت تجاوزها بعد ما رأيت ان الطريق سالكة(لا وجود لاي سيارة قادمة) اذ ان الطريق ذو مسربين فقط (ذهاب واياب)، واثناء تجاوزي للشاحنة ضايقني سائق الشاحنة بشكل فجائي وكرد فعل عكسي حاولت تفاديه لكني فقدت السيطرة على السيارة بشكل كلي وادى الى انحراف السيارة الى الجانب الايسر من الطريق وتصادف انه الارض لم تكن منبسطة بل منحدرة فتقلبت السيارة ... حصل الامر في ثواني معدودة ويبدو اني فقدت الوعي لدقيقة او اقل وعندما استفقت سمعت زوجتي تصرخ اين يوسف... واتضح انه خرج من السيارة قبل تقلبها لسبب لا احد يعرفه لحد الان...علما انني قد اقفلت الابواب بشكل مركزي تحسبا لاي طارئ...وبعد ان ساعدونا الناس ونقله لاقرب مركز صحي وبعد محاولات لانعاشه أختار الله عز وجل ان يسترد امانته ..توفى بسبب نزيف داخلي في الراس نتيجة لضربة خلف الرأس وجرح صغير واما باقي جسمه فسليم ولا يوجد به اي اثار لأذى أو رضوض.... سبحان الله كأن شخص ضربه على رأسه فقط ...اما انا وزوجتي وابني الصغير فسبحان الله رغم تقلب السيارة لم نصب بفضل الله الا باصابات خفيفة....كانت مصيبة كبيرة علينا..فنحن نعزه معزة كبيرة ولازلنا مذهولين وحزينين لفراقه...لكن قدر الله وما شاء فعل...اعتذر لاطالتي عليكم.... لكن سؤالي
هل انا مذنب باعتباري السائق؟ هل اعتبر مهمل بحق ابني وتتوجب علي كفارة؟...هل انا مأثوم وسأعاقب من قبل الله تعالى اشد العقاب؟
علما بأن سائق الشاحنة مضى في طريقه ولم يلتفت ولم يتوقف وتقرير الشرطة ذكر ان السبب مضايقة سائق الشاحنة وذلك حسب رواية شهود كانوا قريبين من مكان الحادث..وانا متعود أن افتح المصابيح الامامية للسيارة في الطرق الخارجية حتى وان كان الوقت نهار.... ارجو من كم الرد باقرب وقت عسى ان اجد في جوابكم ما يشفي القليل من اّلامي وشعوري بالذنب...واعتذر اذا كان اسلوبي في الطرح ركيكا يعلم الله مدى صعوبة كتابة هذا الموضوع عليٌ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسم المفتى: الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ الاضافة:
06/08/2011
الزوار: 1184
< جواب الفتوى >
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أم بعـــــد أولا: نسأل الله عز وجل أن يأجرك في مصيبتك ويخلفك خيراً منها. ثانيا: أما بالنسبة لموضع سؤالك ومحور هذه القصة بأنك شريك في الخطأ الذي وقع بسببه الحادث لأنك تعديت وتخطيت السيارة وتجاوزتها في المسرب المقابل وهذا يخالف تعليمات المرور وقواعده والخطأ يكون بالنسبة التي يحددها جهاز الشرطة المختص. ثالثا: بالنسبة للحكم فإن القتل ينقسم إلى ثلاث أنواع : القتل العمد ـــــ القتل الشبه عمد ــــ القتل الخطأ دليل ذلك قول الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ) النساء/92 فالقتل الخطأ يلزم الدية المخففة على العاقلة والكفارة . وحيث أن الحادث فيه إشتراك في الخطأ فالدية عليكما أنت والسائق معاً ( كلاً حسب نسبة خطئه ) وعلى كل واحد منكما كفارة كاملة وهو الصيام وهذا قول أكثر أهل العلم منهم الحسن وعكرمه والنخعي والثوري والشافعي وأصحاب الرأي