كشفت تقارير صحفية، أن بريطانيا- إحدى الدول التي تضطلع بدور أساسي في عمليات حلف الأطلسي "الناتو"- في ليبيا قد تقوم بنشر قوات برية في هذا البلد، إذا ما تمت الإطاحة بنظام حكم العقيد معمر القذافي أو تعرض للقتل.
ونسبت صحيفة "ديلي ميرور" الاثنين إلى مصدر بارز بالحكومة البريطانية القول، إن التخطيط لمرحلة ما بعد الأزمة في ليبيا "مسألة في غاية الصعوبة لن تترك أمام رئيس الوزراء ديفيد كاميرون من خيار سوى نشر جنودنا لمنع نشوب حرب أهلية شاملة"، مع أن هذا الأخير استبعد وعلى نحو متكرر إرسال قوات برية إلى هناك.
وأضافت إن الأمم المتحدة أبلغت الحكومة البريطانية أن الأمر سيستغرق ثلاثة أشهر لإعادة الأمور إلى مجاريها الطبيعية وذلك بعد الإطاحة بالقذافي، فيما رأت لندن أنه بالإمكان الاستعانة بقوات عربية لسد الفراغ.
لكن الصحيفة قالت إن نشر قوات بريطانية في ليبيا يهدد بإثارة تمرد داخل البلد، وإغضاب الدول العربية التي دعمت إلى حد كبير اتخاذ إجراءات كبيرة ضد القذافي.
غير أن المصدر قال "إن كاميرون قد لا يجد أي خيار سوى إرسال قوات برية إلى ليبيا ولفترة محدودة ونحن ببساطة قد نضطر إلى ذلك مهما كان رد الفعل الدولي، ولكن يتعين علينا حينها أن نجعل من الواضح تمامًا أن هناك جدولاً زمنيًا صارمًا لمثل هذا الانتشار ولمدة ستة أسابيع على سبيل المثال".
وقالت الصحيفة إن التحذير من نشر قوات برية يأتي في ضوء اعتراف وزراء بالحكومة الائتلافية البريطانية بأن عددًا صغيرًا من المسئولين البريطانيين يعملون بدوام كامل لوضع الاستعدادات في ليبيا لمرحلة ما بعد القذافي.
وأوضحت أن 12 موظفًا فقط من وزارة التنمية الدولية البريطانية يعكفون حاليًا على وضع الخطط لمرحلة ما بعد القذافي، لكن وزارتي الخارجية والدفاع لم تكلفا أيًا من موظفيهما بهذه المهمة.
جدير بالذكر أن حلف الأطلسي "الناتو" مدد مطلع الشهر الجاري لمدة تسعين يومًا عملياته العسكرية في ليبيا، والتي يقول إنها تستهدف أهدافًا عسكرية تابعة لنظام العقيد معمر القذافي، لكن النظام الليبي يؤكد أنها تسقط ضحايا مدنيين، ويقول إن أكثر من 700 مدني قتلوا بينما أصيب أكثر من 4000 في تلك الغارات.