مختصر سؤال الفتوى:
ماهو صحة هذا الدعاء وهذه القصة؟
سؤال الفتوى:
الدعاء الذي تمنى الشيطان أن لا يقوله أحد
ورد في الأثر عن الإمام محمد بن واسع أنه كان يدعوا الله كل يوم بدعاء
خاص فجائه الشيطان و قال له ياإمام أعاهدك أني لن أوسوس لك أبدا
و لن أمرك بمعصيه و لكن بشرط :::-
أن لا تدعوا الله بهذا الدعاء ولا تعلمه أحد ... فقال الإمام كلا
سأعلمه كل من قابلت و افعل ماشئت كان يدعوا فيقول ::::-
((اللهم إنك سلطت علينا عدوا عليما بعيوبنا ...... يرانا هو و قبيله من
حيث لا نراهم اللهم آيسه منا كما آيسته من رحمتك ....
و قنطه منا كما قنطته من عفوك ...... و باعد بيننا و بينه كما باعدت
بينه و بين رحمتك و جنتك ))
ادعوا بهذا الدعاء و ساعدوا على نشره
إذا قرأت هذه الرساله كسبت ثوابها،
وإن عممتها وانتفع الآخرون بما فيها تضاعف الأجر إن شاء الله.
اسم المفتى: الشيخ / محمد فرج الأصفر
تاريخ الاضافة:
14/03/2011
الزوار: 1163
< جواب الفتوى >
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا أولا: أورد هذه القصة الإمام الغزالي في كتابه "إحياء علوم الدين" والمعروف بأن الكتاب فيه الضعيف والموضوع . ثانيا: القصة لم يذكر لها إسناده وهذا غريب وضعيف في النقل من غير إسناد. وكذلك في متن القصة نكارة منها: 1ـ إن إبليس بنفسه !جاء ليتمثل لمحمد بن واسع من أجل هذا الدعاء مع أن الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم أشد على الشيطان من هذا الدعاء. قال تعالى: ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ) النحل: 98 ـ 100 . فهذا الدعاء يخالف صريح القرآن ويعارض دليل الفعل بنص من التشريع الأول وهو القرآن الكريم . وكذلك يخالف صريح السنة النبوية المطهرة وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم . فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ ( وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فَقُلْتُ لاَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ وَلاَ يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ. فَقال النبي صلى الله عليه وسلم: صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ). فكيف يفعله عالم عارف بالله مثل محمد بن واسع رحمة الله!؟ 2ـ لم يرد بأن أحداَ من أهل الإسلام وهم كثر عندما استعذوا بالله عز وجل من الشيطان الرجيم تمثل لهم الشيطان وتكلم معهم . 3ـ قول إبليس أنا إبليس !!يا محمد بن واسع فلا تخبر بهذا الدعاء أحدا ! وهذا غريب وشاذ عن تصرفات إبليس. 4ـ قوله في الدعاء (وآيسه منا ، وقنطه منا ) فهذا من الاعتداء في الدعاء ، فالله سبحانه وتعالى جعل للشيطان وسوسة في صدر الانسان وغير ذلك ابتلاء واختبارا فالعلاج هو الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم . ثالثا: قولك بأن يتم نشر هذا الدعاء حتى نأخذ الأجر . فهذا لا يصح ولا يجوز بأن نقوم بنشر الضعيف والموضوع من الأحاديث أو القصص الواهية ، ونترك الصحيح والمأثور عن النبي المعصوم وقد قال بأبي هو وأمي ( بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ) رواه البخاري