مصادر: خبراء "إسرائيليون" في ليبيا لمساعدة القذافي

نسبت تقارير صحفية إلى مصادر المعارضة الليبية، أن مجموعة من الخبراء "الإسرائيليين" وصلوا ليبيا قبل أيام "لمساعدة نظام العقيد معمر القذافي على استعادة زمام الأمور ميدانيا ضد حركة الثورة العارمة التي تشهدها البلاد".
وذكرت صحيفة "الراي" الكويتية السبت، أن خبراء "إسرائيليين" قدموا إلى ليبيا على متن طائرة كبيرة خاصة هبطت في مطار سرت شرقي ليبيا، ومن بين هؤلاء متخصصون في التعامل مع حركات الاحتجاج الشعبية وبحوزتهم معدات خاصة متطورة قادرة على الرصد الجوي والبري والتدخل نهارا وليلا.
ووفق المصادر التي لم تكشف الصحيفة عن هويتها، فإن هذه المجموعة وصلت الى ليبيا "بوساطة جهات دولية صديقة لم تجد صعوبة في إقناع القذافي ونجله سيف الإسلام باللجوء إلى المساعدة "الإسرائيلية" بعدما تأكد له انحياز غالبية الدول العربية والغربية الى ثورة الشعب الليبي".
وليست هذه المرة الأولى التي يستعين فيها القذافي بـ "الإسرائيليين"، إذ تقول المصادر إن القذافي استعان بهم سابقا عندما اشتد الخناق عليه إبان أزمة "لوكربي"، والتي اتهمت الولايات المتحدة النظام الليبي بالوقوف وراء تفجير طائرة فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية في عام 1988.
وأشارت إلى أن ذلك جاء بوساطة من رئيس الوزراء الإيطالي السابق جوليو اندريوتي الذي أوفد له رئيس الجالية اليهودية في إيطاليا رافائيللو فلاح واتفق مع القذافي على إرسال وفود إلى "إسرائيل" بحجة أنهم حجاج، وكان على رأسهم مسئولون امنيون رفيعو المستوى في اجهزة الاستخبارات.
من جانب آخر، رأت مصادر دبلوماسية غربية، أن تركيز الزعيم الليبي على التحذير من خطر "القاعدة" يهدف إلى إثارة مخاوف دول عدة في المنطقة، بما فيها "إسرائيل"، من الأخطار التي يمكن أن تنجم عن سقوط النظام لمصلحة "متطرفين إسلاميين"، على حد قولها.
وكانت مصادر سياسية "إسرائيلية" سباقة إلى الإعراب عن "خشيتها من احتمال سيطرة نظام جهادي راديكالي على مقاليد الحكم في ليبيا، وذلك استنادا إلى تقارير عاجلة تشير الى بروز تحركات في هذا الاتجاه تترافق مع عودة عناصر من المسلحين الليبين كانوا طردوا في الماضي من البلد".
وعاد هؤلاء بكثرة إلى ليبيا في الأشهر الأخيرة بعد خضوعهم لدورات تدريبية في أفغانستان والعراق ولبنان ودول اخرى.
وحذّر اوري لوبراني الذي يشغل حاليا منصب مساعد وزير الشئون الاستراتيجية في "إسرائيل" من "الاستخفاف باحتمال تولي مجموعات اسلامية راديكالية مقاليد الحكم في ليبيا، خصوصا أن هذه المجموعات هي الوحيدة المنظمة جيدا في البلد".
وتربط المصادر الليبية المعارضة بين تحذيرات القذافي وتحذيرات لوبراني "التي تحاول ايجاد خط واحد تبريري بين تل ابيب وباب العزيزية".
ونجح نظام القذّافي في العام 2003 إثر سقوط نظام صدّام حسين في العراق نتيجة الغزو الأمريكي، في الالتفات سريعا الى الحضن الغربي من خلال تسويات مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عنوانها السياسي "المشاركة في الحرب الدولية على الارهاب" ومضمونها الفعلي صفقات بعشرات مليارات الدولارات لاعادة تأهيل كل المرافق العسكرية والمدنية والنفطية.
وزودت الاستخبارات الليبية الأجهزة الأميركية والبريطانية بمعلومات عن الليبيين الذين شاركوا في القتال في أفغانستان والعراق كما اعتقلت عددا من المقاتلين لدى عودتهم إلى الأراضي الليبية.
لكن معظم هؤلاء أطلقوا العام الماضي بعد تدخل سيف الإسلام القذافي الذي اعتبر أن عليه الانفتاح على الإسلاميين في إطار سعيه إلى تنفيذ برنامج إصلاحي "إنما ها هو النظام الليبي يلعب مع الغرب ورقة المتطرفين الاسلاميين في اطار حماية نظامه بعدما لعبها في اطار التسويق لانفتاح نظامه على الغرب"، كما نقلت الصحيفة عن المصادر.