بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     أبشروا جاءكم شهر رمضان ... وكيف نستقبله؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك .. فكيف بأمة الإسلام؟! ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل من عليه قضاء رمضان يقضيه في شعبان ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رفع الإشكال في حديث " إذا انتصف شعبان فلا تصوموا " . ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || من أورلاندو إلى ميونيخ ، دلالات هجوم الذئاب المنفردة
::: عرض المقالة : من أورلاندو إلى ميونيخ ، دلالات هجوم الذئاب المنفردة :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: من أورلاندو إلى ميونيخ ، دلالات هجوم الذئاب المنفردة
كاتب المقالة: كتبه شريف عبدالعزيز
تاريخ الاضافة: 25/07/2016
الزوار: 423

سلسلة من الضربات الموجعة والمكلفة للغاية وقعت خلال شهر واحد في أوروبا وأمريكا على يد ما بات يعرف إعلاميا بـ" الذئاب المنفردة " مخلفة ورائها عشرات القتلى ومئات الجرحى، وأيضا الكثير من التساؤلات والدلالات عن هذا التطور النوعي الكبير في إطار المواجهة الشاملة بين الغرب والحركات المسلحة.

من أورلاندو إلى باريس إلى نيس إلى بافاريا وأخيراً وليس آخراً ميونيخ ، هجمات فردية عملت على إحياء مفهوم "الجهاد الفردي" وتنشيط مصطلح "الذئاب المنفردة"، وهي ظاهرة برزت في سياق العولمة وتم إدخالها في قاموس الصراع الأممي بين الشرق والغرب عن طريق تنظيم القاعدة وطورها تنظيم الدولة الإسلامية، وقد باتت كابوس الأجهزة الاستخبارات العالمية نظرا لسرعة انتشارها وصعوبة اكتشافها وعدم القدرة على التنبؤ بنتائجها ومعرفة دوافع أفرادها، وفداحة وخطورة خسائرها.

 فعملية إطلاق النار في أورلاندو الأمريكية في 12 يونيو 2016 على يد عمر متين هي بدون شك الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر.فهجوم أورلاندو بولاية فلوريدا الأمريكية، الذي نفذه عمر متين وهو أمريكي من أصل أفغاني على ناد للمثليين، أسفر عن سقوط 50 قتيلا و53 جريحا، وقد أعلن متين في اتصال هاتفي مع شبكة الطوارئ الأمريكية ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية، كما تبنى تنظيم الدولة العملية0.

وفي خضم تداول مصطلح "الذئاب المنفردة" الذي أثارته عملية أورلاندو أمريكيا،  جاءت الاستجابة سريعا أوروبيا حيث قام العروسي عبد الله بقتل ضابط شرطة ورفيقته طعنا بعد أن احتجزهما في منزلهما بباريس في 14 يونيو 2016، وكان العروسي قد أعلن عن انتمائه لتنظيم الدولة الإسلامية، وسارع التنظيم بتبني العملية، ولا شك بأن منفذَي هجمات باريس وأورلاندو يشتركان في مفهوم "الجهاد الفردي" ويقعان تحت مصطلح "الذئاب المنفردة". ثم لم تلبث فرنسا أن تهنأ بفوزها ببطولة أوروبا في كرة القدم حتى أقدم شاب تونسي في 14 يوليو بقيادة شاحنته بمنتهى السرعة ودهس حشد كبير من المحتفلين بيوم " الباستيل " في مدينة " نيس " ليلقى قرابة المائة مصرعهم غير عشرات الجرحى.

 وبعد ذلك بيومين فقط يقوم شاب باكستاني يحمل فأسا وسكينا بالهجوم على ركاب قطار جنوبي ألمانيا متجه من ترويشتلينغن إلى مدينة فورتسبورغ التابعتين لإقليم بافاريا، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة 4 أشخاص بجراح خطيرة ، وآخرين بجراح سطحية.

 ثم كان الهجوم الكبير على المول التجاري الأكبر في مدينة " ميونيخ " أهم المدن الألمانية والذي أسفر عن سقوط الكثير من القتلى والجرحى لا يعلم عددهم على وجه الدقة حتى كتابة هذه السطور .

ومصطلح الذئاب المنفردة من المصطلحات الجديدة، للدلالة على الأشخاص المتعاطفين مع التنظيمات المسلحة، والذين قد يقدمون على تنفيذ عمليات قتالية من دون أن يكون لهم ارتباط مباشر بتلك المنظمات, وهو مصطلح باتت تستخدمه الجماعات المسلحة للتعبير عن تكتيك تستخدمه عندما تشتد الرقابة عليها، ويتم تضييق الخناق عليها لأبعد الحدود، مما يصعب عليها معه العمل بطريقة جماعية منظمة نظرًا لقوة الدول ويقظة أجهزتها الأمنية، والذئب المنفرد، يتصرف بمفرده، لدعم معتقدات أو فلسفات تخص الجماعة التي يؤمن بأفكارها، من دون أوامر أو توجيهات خارجية. وتقنيات الذئب يتم تطويرها وتوجيهها، ذاتياً، مما يجعل مسألة تعقبه ومراقبته أمرا بالغ الصعوبة ، إن لم يكن مستحيلاً .

دلالات هجوم الذئاب على الغرب:

لا يمكن أن يوصف بما جرى في أمريكا وفرنسا وألمانيا الأيام الماضية على أنها حوادث عابرة ، بل هي ظاهرة مقلقة للغاية عند صناع القرار في الغرب والذين لم يعتادوا على هذا النوع من الصراع ، لذلك فالحدث له دلالات كثيرة تحتاج للوقوف عليها والنظر فيها :

1 ـ أن كل الذئاب المنفردة التي قامت بعملياتها في الغرب هم من أبناء الحضارة الغربية ، تربوا في مدراسها ، واستقوا من ثقافتها ، وحملوا جنسيتها ، ولكنهم لم يشعروا يوما بالانتماء إلى الغرب وحضارته ، فهم مهمشون اجتماعيا وثقافيا ، فبالبحث والدراسة لظاهرة " الذئاب المنفردة " وجدناها لا تخضع للتنميط وأعضائها ينحدرون من خلفيات اجتماعية متنوعة غير مهمشة اقتصاديا إلا أنها تشعر بالتهميش الاجتماعي والثقافي، ولا تتوافر لدى الأجهزة الإستخبارية قاعدة معلومات خاصة بها، فأعضاؤها خاملون في المجال الاجتماعي الواقعي وناشطون في العالم الافتراضي ويتوافرون على قدرات علمية وتقنية عالية في مجال الاتصالات، فالشكل النمطي للمجاهد والصورة الذهنية عن الفدائي تغيرت كثيراً ، بحيث من يبحث في تاريخ منفذي عمليات أورلاندو ونيس وغيرها يجد نفسه أمام شخصيات أبعد ما تكون عن القيام بمثل هذه الهجمات، حتى أن مدير المكتب الأوربي للشركة " اليوروبول " روب وينرايت  قال : أن هؤلاء الأشخاص يتحولون ويتبنون التطرف في مدة زمنية قصيرة.

2 ـ أن الهجوم الشرس الذي يقوم به قوات التحالف الغربي ، والحصار الكبير لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا ، دفع التنظيم للتوسع في استخدام تكتيك الذئاب المنفردة ، ليؤكد للغرب أنه مازال قادرا على إيقاع الألم بالغرب ، وأن الغرب ليس بمأمن بعيدا عنه ، وكل ذلك من أجل تخفيف الضغط الكبير عليه في سوريا والعراق . وإذا كان تنظيم القاعدة قد تبنى نهج عمليات "الذئاب المنفردة"، فإن تنظيم الدولة الإسلامية توسع باستخدامها، وبغير ضوابط أو محاذير، فقط من أجل بث الرعب بين سكان هذه الدول. فالناطق باسم التنظيم أبو محمد العدناني، دعا في كلمة بعنوان "ويحيى من حي عن بينة"، إلى تفعيل وتوسيع نطاق العمليات الفردية بكافة الطرق والوسائل، وذلك قبل رمضان بأيام ، داعيا لاستهداف كل سكان البلاد مدنيين قبل عسكريين، مختتما هذا البيان بقوله : "واعلموا أن استهدافكم لما يسمى بالمدنيين أحب إلينا وأنجع، كونه أنكى بهم وأوجع لهم وأردع" .

3 ـ من دلالات هذا التوسع في استخدام تكتيك الذئاب المنفردة ، التأكيد على الفشل المخابراتي الكبير للدول الغربية التي تنفق مئات المليارات سنويا على التنسيق والدعم المخابراتي عبر العالم ، فعلى الرغم من التحذير الذي أطلقه اليوروبول " المكتب الأوروبي للشرطة " يوم الأربعاء الماضي من أن خطر الذئاب المنفردة هو الأكبر على أوروبا والغرب ، إلا إنه هذا التحذير لم يمنع من وقوع هجمات ميونيخ ، كما أنه لم يمنع من قبل من سقوط 151 قتيلا ، ومئات الجرحى في عام واحد فقط من بدء تعرض الغرب لهجمات الذئاب المنفردة ـ هذا الرقم دون ضحايا نيس وبروكسل وميونيخ ـ فالهالة الضخمة لقوة المخابرات الغربية تتهاوى كل يوم أمام هجمات الذئاب.

4 ـ من أبرز دلالات هجوم الذئاب المنفردة ، أن فكرة العمل الفردي ورد عدوان الغرب عن العالم الإسلامي ، فكرة تكتسب كل يوم أنصاراً جدداً ، فمشاهد الدمار وأشلاء الضحايا من الأطفال والنساء والأبنية المهدمة على رؤوس ساكنيها ، تمثل وقوداً دافعاً وشاحناً لنفوس كثير من الشباب الذين يرون في فكرة الذئب المنفرد المنتقم فكرة خلاقة ترد عادية الغرب على العالم الإسلامي. والغرب لن يستطيع مواجهة هذه الظاهرة اعتمادا على أجهزته المخابراتية والأمنية التي ثبت فشلها ، كما أنه لا يملك الفكرة الخلاقة القادرة على مواجهة فكرة العمل الفردي ، مادامت طائراته وصواريخه مازالت تنهال على رؤوس المدنيين في العراق وسوريا.

5 ـ من دلالاته أيضا ، اتساع بقع الانتشار الجغرافي للهجمات ، فالذئاب قد تمكنت من تنفيذ سلسلة من الهجمات المتتابعة في بؤر جغرافية مختلفة وفي قارات مختلفة ، بصورة متزامنة، وهو ما يعكس وجود أكثر من خلية خططت لتنفيذ الهجمات ، مع انتشار جغرافي على أوسع نطاق أظهر قدرات التنظيم في مواجهة الأجهزة الأمنية في الغرب، وتوجيه الضربات إليها على اختلاف وتنوع قدرات هذه الأجهزة ، بحيث صار فشل المخابرات الأمريكية والفرنسية والألمانية مثار سخرية وتندر من أعضاء التنظيم

6 ـ تطور أسلوب عمل الذئاب المنفردة ، وتحوله من نمطية الأسلوب القديم القائم على استهداف الأماكن الأمنية والعسكرية ، بأسلوب الهجوم الانتحاري ، إلى الدهس بالسيارات والطعن في الحافلات والقطارات ، وإطلاق الرصاص ثم الفرار من موقع الحادث كما وقع في حادث ميونيخ ، واحتجاز رهائن ، والهجوم على مسارح ونوادي ومقاهي ، وهي ما تعرف أمنيا بالأهداف الناعمة التي يستحيل تأمنيها مثل المواقع العسكرية والسيادية .مما يجعل أعداد الضحايا في هذه الحوادث عالية ومكلفة .

وخلاصة القول أن هذه الظاهرة التي باتت كابوسا لكافة الأجهزة الأمنية في العالم مرشحة للاتساع الجغرافي والتمدد الإقليمي والانتشار الجماهيري ، مادام الغرب قد أجهض ووأد حلم الشعوب في العيش بكرامة وأمان وعدل، فهو الذي أطلق الذئب من محبسه، وأخرج المارد من قمقمه .


طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 967110

تفاصيل المتواجدين