بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مرحبا بكم في موقع فضيلة الشيخ/ محمد فرج الأصفر نتمنى لكم طيب الاقامة بيننا        
:: الأخبار ::
ورحل شهر رمضان فماذا أنتم فاعلون؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من قال بعدم دخول أبو لهب النار ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رمضان في غزة جوع ودموع وحرمان من العبادة ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الرد على من يزعم ان الجنة يدخلها غير المسلمين ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ثماني عبادات لا تغفلوا عنها في رمضان ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     ملف شهر رمضان ... مقالات وفتاوى ودروس ( العلوم الإسلامية )     ||     أبشروا جاءكم شهر رمضان ... وكيف نستقبله؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك .. فكيف بأمة الإسلام؟! ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     هل من عليه قضاء رمضان يقضيه في شعبان ؟ ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     رفع الإشكال في حديث " إذا انتصف شعبان فلا تصوموا " . ( المـكتبة الـمــرئية )     ||     
:جديد الموقع:
 

موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || الورقة المذهبية بين انتماءات الداخل وارتهانات الخارج
::: عرض المقالة : الورقة المذهبية بين انتماءات الداخل وارتهانات الخارج :::
Share |

الصفحة الرئيسية >> أقلام القراء >> مقـــالات منـوعـــة

اسم المقالة: الورقة المذهبية بين انتماءات الداخل وارتهانات الخارج
كاتب المقالة: د / محمد صقر
تاريخ الاضافة: 29/05/2015
الزوار: 432

خليجيا ولفترة طويلة بدا وكأن الكتابة عن إيران في الصحف موضوعا حساسا للغاية، حيث ساد الاعتقاد بقدرة نظام الخميني على زعزعة الأمن من خلال التلاعب داخليا بالورقة المذهبية ، الأمر الذي مثل هما مؤرقا وتحديا كبيرا .

والحق أن بعضا من الحوادث التي اتسمت بجهد عملياتي محدود وخطير من قبل أفراد مبهورين بشعارات النظام الإيراني، كانت متوافقة مع التوترات الإقليمية ( الخليجية ـ الإيرانية ) وهو ما جسد شيئا من الواقع كان من اليسير فهم ترابطاته.

ومن هنا جرى العرف على المستوى الخليجي في وضع محددات للإعلام عند تناولات الشأن الإيراني كبادرة على حسن النوايا، من ضمنها الحرص على عدم مبادأة ومحارشة الإيرانيين مذهبيا أو سياسيا، وقد دفع هذا إلى المزيد من الانكفاء والانغلاق على مستوى دراسات الظاهرة الإيرانية، لكن أخطر ما انتجه من آثار هو في إفرازه حالة من اللامبالاة بإيران ومشاريعها في المنطقة وتطلعاتها في تجاوز مصالح الدول وشعوبها، إلى جانب نشؤ حالة من الامتعاض والزجر تمت ممارستها بصور لم تخلو من المساءلة في بعض الأحيان إزاء قنوات فضائية وشخصيات فكرية ودعوية كانت تغرد خارج السرب.

        لم تكن سياسة حسن النوايا تلك مع ما صاحبها من محاولات عدة لإزالة الشكوك الإيرانية تجاه حقيقة المواقف الخليجية، لتهدأ من مزاج النظام أو لتسهم في خفض طموحاته، بل الواقع أنها كانت تدفعه لممارسة أكثر عمقا، حيث قرأت تلك السياسة مع استمرارها لفترة طويلة على أنها ضعفا وعجزا وهو ما جرأ النظام الإيراني على المضي قدما في تمتين جسور الصلة مع ما يعتقد بأنه يمثل بالنسبة له نفوذا طبيعيا في المنطقة ، ولذا سعى لتعميق الشعور بأنه الحاضن الحقيقي والامتداد الاستراتيجي لشيعة الخليج، مستغلا ما يملكه من رصيد متراكم لموروث تاريخي عدائي متطرف ومصطنع خصيصا لاستهداف العرب باعتبارهم حملة لواء الإسلام، لينطلق منه نحو خطاب تحريضي ضد حكومات الخليج بدعوى الظلم والاضطهاد وحماية المحرومين.

 كان الضرب على ذلك الوتر المخادع البضاعة التي أتقنها النظام الإيراني في المنطقة، حيث وفر لها وبسخاء الأدوات التي هيأت له اختراقا واستلابا لعقول بعض من أبناء الطائفة الشيعية في الخليج العربي، والتي كانت تتخيل بسبب طبيعتها الانعزالية وانغلاقها على ذاتها أنها في محيط غير قادر على استيعابها، ولذا كان الصوت الإيراني مسموعا  بينها كلما ارتفعت عقيرته بالويل والثبور وعظائم الأمور.

وبسبب ذلك عد الإيرانيون الورقة المذهبية امتيازا يخولهم التدخل في الشؤون الداخلية لدول الخليج، ليستثمروها في إشاعة الفتنة والاضطراب ومحاولة صناعة اصطفاف طائفي يعارض السياسات الخليجية إذا خالفت المصالح الإيرانية ، قابل ذلك على المستوى المذهبي الضيق نوعا من التماهي لدى أفراد تم توظيفهم مسبقا للخدمة في مسارات كان أبرز خطوطها التهييج والترويج والتهريج في البحرين، وفي الكويت، وفي العوامية. والأخير خاصة كان أكثرهم عمالة وصبيانية، حيث استغل أجواء التسامح ليغذي مشاريع إيران في المنطقة وليعمل على إيجاد حاضنة شعبية لها .         

        ومع أن أصوات هؤلاء كانت مسموعة بما فيه الكفاية لإقناع الطرف الإيراني بالهدوء والسكينة ، إلا أنه كان يجنح إلى ما هو أبعد من المطلوب، بإسقاطه لأنظمة الخليج وإزاحتها عن السلطة، التي يرى أنها فاقدة لمسوغاتها الشرعية وعلى رأسها الإيمان بالولاية كركن من أركان الإسلام ثم طاعة الولي الفقيه في إيران.

ومن الغريب أن الإيرانيين رغم ما قدموه من دعم ومؤازرة إلا أنهم أخفقوا فعليا في سياسة الاحتواء تلك، حيث أثاروا جدلا واسعا بين الشيعة حول حقيقة دوافعهم وطبيعة انعكاساتها على مستقبلهم في المنطقة، وقد ظهرت بعضا من إفرازات ذلك وبصورة حادة على لسان مؤسس حزب الله اللبناني صبحي الطفيلي، والذي صرح بقوله: "إيران لا تهتم بالشيعة فنحن وقود دفعوا ثمننا" كما قال : "إن السياسة الإيرانية ستلحق بالشيعة بشكل خاص خطراً عظيما وضرراً كبيراً وعلى إيران أن تعيد النظر بكل سياساتها، فعلى إيران أن توحد المسلمين والشعوب لا أن تفرقها وتمزقها . القيادة في إيران أخطأت أيضاً في طهران فما يجري أسوأ أنواع الديكتاتوريات من كم للأفواه والاعتداء على الناس وهو أمر مخالف لشرع الله".  

وفي وسط ذلك الجدل الذي سيطر على الساحة الشيعية، كان هاجس فقهاء الشيعة العرب هو الخروج من دائرة السيطرة الإيرانية الذي وجدوا أنفسهم فيه ، دون أن يكون لديهم خطة لتحجيم النفوذ الإيراني داخل بلدانهم، وهو ما سهل على الإيرانيين تتبعهم ، قال العلامة اللبناني السيد محمد علي الحسيني، أمين عام المجلس الإسلامي العربي في لبنان للعربية نت : "نحن مجموعة من علماء الشيعة العرب في دول مثل العراق والبحرين ولبنان بدأنا بالتحرك، ضد ولاية الفقيه والنفوذ الإيراني ، فبدأ الحرس الثوري يستهدفنا .. في العراق مثلا الشيخ جواد الخالصي تعرض للتهديد وذهب خائفا على نفسه إلى سوريا ، وكذلك الشيخ حسين المؤيد الذي توجه إلى الأردن" . وتابع " الإمام موسى الصدر خرج على توصيات قيادة الثورة الإيرانية ، وقام بتقوية الخط الشيعي العربي، فقاموا بتغييبه من أجل تغييب الخط الشيعي العربي ، إضافة إلى التآمر على السيد محمد باقر الصدر في العراق وقتله" .  

كان اللبنانيون والعراقيون الشيعة أكثر من اكتوى بنيران تسلط ولاية الفقيه الإيرانية ذات المرجعيات الصفوية ، حيث مازال يزج بأبنائهم ومستقبلهم في حروب عبثية لا طائل من ورائها سوى إشباع نزعة التوسع والهيمنة لدى طهران ، والتي شكلت إحدى ثغرات العلاقة مابين الطرفين . ولن يختلف الأمر كثيرا في الحالتين السورية واليمنية، واللتان عرتا ولاية الفقيه من إنسانيته وجردتاه من قيم الكرامة والعدالة والحرية .

        لقد صار بمقدور شيعة دول الخليج العربي رؤية نتائج التدخل الإيراني في البلدان العربية واضحة السلبية ، كما بات بمقدورهم رؤية المجتمع الإيراني من داخله حيث البؤس والشقاء وغمط الحقوق والتي تسببت في سخط شعبي شديد كاد أن يعصف بالنخبة الحاكمة لولا مهارتها في استخدام وسائل القمع الوحشي ، تلك المهارة التي عرضتها يوما ما على إحدى الحكومات الغربية لمواجهة اضطرابات الشارع فيها !!

إن فقهاء ومثقفي الشيعة الخليجيين باتوا مطالبين أكثر من غيرهم بالحؤول دون قيام الإيرانيين باستثمار تواجدهم في أوطانهم لكسر السلم الاجتماعي وخرق قواعد الأمن ، فلديهم من ثاقب النظر والتعقل ورصيد العلم والمعرفة بالواقع الإيراني ما يكفي لمحق المكر الصفوي وكشف قناعه الخبيث. فالنظام في إيران وإن أظهر بشيء من الزهد آلة التقوى فلن يكون بمقداره تغطية أعين الكادحين والمحرومين عن رؤية الامتيازات التي تملكها النخبة وأبناؤها، كما ولن يكون بمقداره كف الأصوات عن فضح مواقفه أو حجب العقول عن التفكر في حقيقة مظاهره ، ولو أتقن بشيء من التباكي صلته بالسماء فلن يكون بمقدوره إلهاء الكادحين والمحرومين عن النظر لمواضع أقدامهم حيث تسرق الأرض وينخر الفساد ويعبث الدود .

        لقد اصطنع نظام الخميني ولاية الفقيه لتسوق له استعمارا يمتد محيطه للخارج، وليروج لهيمنة هو فيها رمز الاستكبار والظلم ، ولا أشبه في ذلك من قول شاعر أفريقي من جمهورية غانا: " عندما جاء المستعمرون كان معهم الإنجيل و معنا الأرض و بعد وقت قصير أخذوا منا الأرض وأعطونا الإنجيل"!          

طباعة


روابط ذات صلة

  الساعة الخامسة والسابعة صباحاً  
  استووا  
  ][][][ ما يبكيك؟ ][][][  
  لا تنشغل بغير الطريق  
  عيد الحب .... لمن ؟  
  أصنام تتهاوى ... في أيام تتوالى ...  
  (( دماء على استار الكعبة ))  
  ثورة قرامطة البحرين ـ الإصدار الأخير  
  ويوم الاستفتاء انكشف الغطاء؟! حقائق ودلالات وأسرار  
  انفجار القدس.. وأسوأ كوابيس تل أبيب!  
  مصر... وسيناريو صراع الهوية بين الإسلام والعلمانية  
  "إسرائيل" تقود الثورة المضادة بورقة الأقليات  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  أكاد أصبح شيعياً  
  مادام جسدك لم ولن ينافقك . . فلماذا الوهم؟!  
  ليلة القبض على آل مبارك وبراءة الجيش المصري  
  عشر وصايا جليلة ، لطلاب العلم الصادقين  
  التفسير السياسي للهجوم علي السلفية  
  القراءة الإسرائيلية للثورة السورية...تداعيات وتوقعات  
  النقاب بين ساركوزي ومفتي حسني مبارك  
  كاميليا شحاتة .. امرأة هزت عرش البابا  
  "إسرائيل" مذعورة.. أخيراً تحركت دبابات بشار  
  النظام السوري.. عوامل الانهيار ورهانات البقاء  
  الجيوش العربية في عصر الثورات الشعبية  
  الله أكبر ! كيف لا أغار على أمَي عائشة و الله عز وجل يغار لها ؟؟!  
  التفسير السياسي للفتنة الطائفية في مصر  
  ثلاثين يوم ثورة وثلاثين سنة مبارك  
  الرؤية الاستراتيجيَّة.. ضرورة لحصد ثمار الثورات العربيَّة  
  شيطنة بن لادن  
  المخطط الصهيوني الجديد للوقيعة بين مصر ودول الخليج العربي  
  أمريكا والانقياد الأعمى خلف إسرائيل  
  أَخرِج القطن مِن أُذنيك!  
  وجوب التفقه في الدين  
  نصر الله المصري ونصر الله السوري  


 
::: التعليقات : 0 تعليق :::
 
القائمة الرئيسية
القائمة البريدية

اشتراك

الغاء الإشتراك

عدد الزوار
انت الزائر : 968942

تفاصيل المتواجدين