قال والد محمد مراح - منفِّذ عمليات تولوز في فرنسا -: إنه سيقاضي فرنسا بتهمة قتل ابنه، في حين نفى خاله أن يكون قد سافر إلى أفغانستان وباكستان للتدرب على السلاح، كما رفض تصديق ضلوعه بنشاط مع تنظيم القاعدة.
وشدد محمد بن علال - والد مراح - على أنه يعتزم مقاضاة فرنسا التي "قتلت ابنه"، وقال: "الدولة الفرنسية دولة عظمى، وتملك كل الوسائل التي تمكنها من إلقاء القبض على ابني حيًّا، ولكنها استعملت العنف والرمي بالرصاص لقتله، لهذا سأقاضيها على ما فعلت"، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن".
وأضاف ابن علال أن نجله "سيدفن في الجزائر، وهو يحمل جواز سفر جزائري".
وأكد هذه المعلومات أيضًا جمال عزيري - خال محمد مراح - الذي قال: إن هناك مساعيَ تُبذل لدفنه في ولاية المدية (90 كلم جنوب غرب الجزائر) حيث تقيم عائلتا والديه.
وأَضاف عزيري - شقيق زليخة عزيري والدة مراح -: "والدا محمد اتفقا على نقل الجثمان إلى الجزائر لدفنه في مسقط رأس والديه بالمدية، وقد باشرنا الإجراءات فعلاً في مدينة تولوز الفرنسية لنقل الجثمان إلى الجزائر".
وكشف عزيري عن شكاوى شقيقته المستمرة من مشاكل أولادها، وخاصة محمد "الذي كانت طباعه غير سوية، يسرق ويقوم بأفعال قادته عدة مرات إلى السجن، وآخرها كان سنة 2010، حيث حكم عليه بالسجن في جريمة سرقة بـ18 شهرًا".
وتابع بالقول: "بكل صراحة فإن محمدًا قد تلقى التربية في الشارع وليس على يد عائلته، نظرًا للمشاكل التي حدثت بين والديه، وفي كل مرة كان يدخل السجن كان يُخلَى سبيله لكونه قاصرًا، إلى أن بلغ سن 18 سنة، حيث قام بعد عودته من الجزائر إلى فرنسا بعملية السرقة التي سجن بعدها 18 شهرًا، وتغيرت منذ ذلك الحين تصرفاته بشكل كلي".
ونفى العزيري صحة ما تطرقت إليه وسائل الإعلام عن تدرب محمد مراح في أفغانستان أو باكستان، وقال: إن الأخير لم يسبق له وأن غادر فرنسا باتجاه آخر سوى الجزائر، وأضاف: "أما أفغانستان وانتماؤه إلى القاعدة فهي كلها روايات لا أساس لها من الصحة".
وعن كيفية تلقيه الخبر وكيف عاشه مع أفراد عائلته، قال جمال عزيزي: "نحن تحت وطأة الصدمة حتى الآن، وحتى عندما سمعت الخبر عبر شاشة التلفزيون فوجئت وقلت: يستحيل أن يكون ابن أختي قد قام بكل تلك الأفعال البشعة والمتطرفة، وبكل صراحة لم أصدق بل حينما شاهدت الصور توجهت مباشرة إلى والدتي وإخوتي لأخبرهم عما يجري، والكل دهش والصدمة كانت كبيرة".
وكشف العزيري أن محمد المراح حاول الانخراط في الجيش الفرنسي مرتين؛ الأولى في مركز معلومات القوات المسلحة في مدينة ليل الشمالية، حيث تم رفضه بسبب قناعاته السابقة، بينما المرة الثانية كانت سنة 2010 والتي حاول فيها الالتحاق بالفيلق الفرنسي الخارجي المتمركز في تولوز، لكنه لم ينجح.
واعتبر العزيري أن السلطات الفرنسية رفضت طلب ابن شقيقته بسبب "ملفه المليء بالتجاوزات غير القانونية" ليجد الشاب طريقه من جديد إلى السجون.
وكانت الشرطة الفرنسية قد حاصرت منزل محمد مراح لمدة اثنتين وثلاثين ساعة، وذلك قبل أن يقوم بالقفز من إحدى النوافذ وهو يطلق النار على قوات الشرطة ليخر على الأرض صريعًا.