فيما يكتنف الغموض مكان اختفاء سيف الإسلام القذاقي نجل العقيد الليبي معمر القذافي، قالت صحيفة بريطانية: إنه فرَّ وبحوزته 10 ملايين جنيه إسترليني، أي ما يعادل 16 مليون دولار، ومداخل للمزيد من الأموال المخفية.
وقالت صحيفة "ديلي ميرور" الخميس: إنه هناك اعتقادًا بأن سيف الإسلام يعرف مكان إخفاء الملايين من سبائك الذهب في ليبيا ورموز الوصول إلى الحسابات المصرفية السرية في أوروبا، إلى جانب الملايين التي بحوزته.
وأضافت: إن هناك مخاوف من احتمال لجوئه إلى استخدام الأموال المتوفرة بحوزته لتمويل الإرهاب ضد النظام الجديد في ليبيا، على الرغم من إعلان المجلس الوطني الانتقالي بأنه يريد تسليم نفسه إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وكان المجلس قد قال: إن سيف الإسلام (39 عامًا)، ورئيس الاستخبارات السابق عبد الله السنوسي يريدان تسليم نفسيهما إلى المحكمة لتجنب مواجهة المصير المروِّع مثل القذافي، بعد أن أصدرت المحكمة في يونيو مذكرات اعتقال بحقهما والعقيد الليبي الذي قتل الخميس الماضي بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، إثر إحالة مجلس الأمن الوضع في ليبيا إلى المحكمة في فبراير.
وتمكن سيف الإسلام والسنوسي من الفرار بعد سقوط مدينة سرت بأيدي قوات المعارضة الليبية الأسبوع الماضي، فيما قتل القذافي وابنه المعتصم على أيدي مسلحين.
وأضاف لقناة "الرأي" التي تبث من سوريا بعد ثلاثة أيام على مقتل والده: "سنواصل مقاومتنا، وأنا موجود في ليبيا وعلى قيد الحياة وحر وأنوي الانتقام".
وكانت تقارير صحافية قد أوردت أن وحدات من القوات الخاصة البريطانية والقطرية تجري عملية بحث مكثفة عن سيف الإسلام في منطقة الحدود الجنوبية لليبيا مع النيجر، بعد تأكيد مصادر استخباراتية بأنه غيَّر المركبات التي يستخدمها عدة مرات لتجنب اكتشافه.
وقالت: إن القوات الخاصة البريطانية والقطرية وقوات المعارضة الليبية تشارك في عملية مطاردة سيف الإسلام بمساعدة طائرات تجسس تابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تقوم بتمشيط منطقة واسعة وعمليات تفتيش من الجو، وأيضًا من خلال التنصت الإلكتروني المتطور لمطابقة صوت سيف الإسلام عند استخدامه الهاتف.
الانتقالي الليبي: سيف القذافي يريد طائرة لتسليم نفسه
ذكر مصدر في المجلس الوطني الانتقالي الليبي اليوم الخميس، أن سيف القذافي يريد طائرة لنقله خارج الصحراء الليبية حتى يمكنه تسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وقال المصدر "سيف قلق على سلامته... يعتقد أن تسليم نفسه هو أفضل خيار أمامه"، مضيفا أن سيف يريد إشراك دولة ثالثة ربما تكون الجزائر أو تونس في اتفاق لنقله إلى لاهاي، مشيرا إلى أنه يريد تطمينات.
وأكد المصدر أن مكان سيف القذافي ونواياه كانت محل متابعة من خلال مراقبة المكالمات الهاتفية التي تجرى عن طريق الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى المعلومات التي تم الحصول عليها من برقيات مخابراتية، وفق وكالة رويترز.
كما أوضح أحد مساعدي سيف أنه كان يخشى على حياته عندما فر من بني وليد، وأنه ربما توصل إلى قناعة بعدما رأى اللقطات التي التقطت لوالده، أن مصيره سيكون سيئا إذا ما بقي في ليبيا، لكن محاميا دوليا يدعي أنه يمثل أحد أفراد أسرة القذافي، شكك في صحة أقوال مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي لكنه رفض التعقيب على أنباء استعداد سيف للاستسلام.
وقد أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات باعتقال القذافي وولده سيف، ووزير دفاعه أبو بكر يونس، وهو الأمر الذي يزيد من صعوبة حصول سيف على مقر آمن في أي من الدول، بسبب هذه المذكرة، بخلاف بقية أفراد أسرته.
وقد أكدت المحكمة الجنائية الدولية أمس الأربعاء أنه ليس لديها ما يؤكد أن سيف القذافي ورئيس المخابرات الليبي السابق عبد الله السنوسي يقترحان تسليم نفسيهما للمحكمة.
وقال المتحدث باسم المحكمة فادي العبد الله "ليس لدينا تأكيد بهذا الشأن الآن، نحاول الاتصال بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي للحصول على مزيد من المعلومات."