كشفت تقارير صحافية مصرية عن "مفاجأة" تتعلق بحصول أربع جمعيات مسيحية على تمويل أجنبي يقدر بملايين الدولارات عقب نجاح ثورة 25 يناير أثناء الانفلات الأمني وغياب مؤسسات الدولة، في ظل شبه بتوظيف هذه الأموال لإجهاض الثورة.
وقالت مصادر مطلعة في لجنة تقصي الحقائق بوزارة العدل المصرية إن جمعية كاريتاس المسيحية والهيئة القبطية الإنجيلية حصلتا على تمويل أجنبي يقدر بأكثر من 9 ملايين دولار في هذه الفترة.
وأضافت المصادر لصحيفة «روزاليوسف» أن اللجنة طلبت تقريرا مفصلا عن حجم التمويل الذي حصلت عليه هاتان الجمعيتان على مدار السنتين الماضيتين. كما طلبت من الأجهزة الرقابية التحري عن مصادر هذه الأموال وأوجه إنفاقها؛ نظرا لوجود شبهة توظيف لهذه الأموال في إجهاض الثورة.
ولم تعطِ الصحيفة مزيدًا من التفاصيل حول الجمعيتين الأخريَيْن اللتين تلقتا تمويلا أجنبيًّا.
ويُنتظر عرض التقرير النهائي للجنة تقصي الحقائق على مجلس الوزراء نهاية هذا الأسبوع تمهيدًا لإحالته إلى النائب العام المصري.
وكانت السفيرة الأمريكية الجديدة في القاهرة "آن باترسون" قد كشفت في يونيو الماضي أن الولايات المتحدة أنفقت منذ ثورة 25 يناير، 40 مليون دولار لـ"دعم الديمقراطية" في مصر، وأن 600 منظمة مصرية تقدمت بطلبات للحصول على منح مالية أمريكية لدعم المجتمع المدني.
وجاء ذلك الاعتراف من قبل السفيرة الأمريكية خلال جلسة عقدتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى لاعتماد باترسون لخلافة مارجريت سكوبى.
عرض أمريكي لحكومة شرف:
من جانب آخر، قالت الصحيفة إن السفارة الامريكية في القاهرة قدمت عرضا لأحد الوزراء في حكومة د.عصام شرف يتضمن تسليم المنظمات المدنية والكتل السياسية التي حصلت على تمويل أجنبي من المنحة التي خصصتها الولايات المتحدة الأمريكية لهم أثناء الثورة، مقابل وعد حكومي بعدم ملاحقة هذه المنظمات قضائيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا العرض قوبل بالرفض.
وقالت باترسون خلال جلسة مجلس الشيوخ إن المنظمات الأمريكية، مثل المعهد القومى الديمقراطى، والمعهد الجمهورى الدولى، تعمل فى مصر على تشجيع الديمقراطية ودعم وتنمية قدرات منظمات المجتمع المدنى المصرى فى المرحلة المقبلة، كاشفة عن أن واشنطن أنفقت 40 مليون دولار لدعم أنشطة المنظمات الثلاث خلال الأسابيع الماضية.
وأضافت أنه تم تخصيص 65 مليون دولار للمساعدات المتعلقة بدعم الديمقراطية فى مصر، وهناك 150 مليون دولار لتشجيع النمو الاقتصادى، مضيفة أن 600 منظمة مصرية تقدمت بطلبات للحصول على المنح المقدمة لمنظمات المجتمع المدنى.
استياء مصري شديد:
وقد أبلغت مصر الولايات المتحدة استياءها الشديد مما رأته تدخلاً بشئونها السيادية، من خلال الإعلان عن رصد حوالي 240 مليون دولار لمنظمات المجتمع المدني، لدعم الديمقراطية في مصر، مشددة على رفضها هذا الأمر، باعتباره تدخلاً غير مقبول في الشئون الداخلية لمصر، وأن ما كان مقبولاً إبان النظام السابق لم يعد مقبولا جملة وتفصيلا بعد ثورة 25 يناير.
وأكدت مصر رفضها تقديم دعم أمريكي لأحزاب سياسية بعينها، للعمل على رسم مسار معين للانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة، مشددة على أهمية إيجاد آلية أمريكية ـ مصرية مشتركة للتنسيق حول كيفية تقديم هذه المعونات لجهات رسمية مصرية بإذن من السلطات الرسمية.
وطلبت القاهرة من واشنطن عدم تقديم أي دعم للأحزاب والمنظمات الحقوقية ومؤسسات المجتمعات المدني خلال المرحلة القادمة، في الوقت الذي ترددت فيه أنباء حول ربط واشنطن تقديم هذه المساعدات، بعدم إبرام الأحزاب الليبرالية والعلمانية أي تحالف مع "الإخوان المسلمين" أو أي تيارات إسلامية، وفرض أجندة معينة عليها.