الجامعة العربية تقرر تجميد الأموال السورية ووقف الاستثمارات


أقرت الجامعة العربية مساء اليوم عقوبات اقتصادية على النظام السورى، وقال وزير خارجية قطر حمد بن جاسم إن العقوبات شملت تجميد الأموال ووقف التعامل مع البنك المركزى السورى ووقف الاستثمارات مع سوريا.

قوات بشار قتلت أحد ضباط الجيش لرفضه السجود لصورة الأسد

سرد ناشط سياسى سورى مقيم بمدينة "دير الزور" السورية لـ"اليوم السابع" تفاصيل المجازر الدموية التى شنها جيش الرئيس السورى بشار الأسد ضد المدنيين بالمدينة خلال اليومين الماضيين عقب دخول دبابته وقواته المدنية.

فى البداية قال الناشط السياسى الذى طلب من اليوم السابع عدم الكشف عن هويته لأن النظام السورى حاليا يقوم بتصفية أى شخص يتعاون أو يتواصل مع أى وسيلة إعلامية "إن جيش الأسد قام باجتياح مدينة دير الزور فى شهر رمضان الماضى حيث قامت كتائب الأسد بتقسيم مدينة دير الزور بطريقة تمنع التقاء المظاهرات، مما أوحى أن زخم المظاهرات المليونية فى دير الزور قد انتهى ولكن الحقيقة أن المشكلة أمست فى استحالة التقاء المظاهرات، وظل الوضع كذلك إلى أن حصلت عدة نقاط مهمة تخللها عشرات الشهداء قلبت الموازين وأعادت دير الزور إلى الواجهة فى الحجم والنوعية كما كانت منذ بداية الثورة".

وعن تلك النقاط قال الناشط السور إن النقطة الأولى كانت استشهاد البطل زياد رفيق على الطه المعروف بزياد العبيدى نسبة لعشيرته العبيد والتى تعد إحدى أكبر العشائر فى سوريا والعراق، مضيفا أن استشهاد العبيدى كان بمثابة نقطة تحول هامة فى الثورة داخل دير الزور، حيث إن الأمن قد مثّل بجثته وألقاها من الطابق الثالث فى بنايته، علماً بأن الأمن قد داهم منزل الشهيد بحوالى 40 عنصراً أمنيا، وكان الشهيد زياد أكثر مطلوب فى المحافظة لأنه من أكثر الشباب نشاطاً ميدانياً.

وأضاف "لذلك فقد خرجت جنازته بعشرات الألوف التى تحدت الأمن ودارت فى كل شوارع دير الزور حتى وصلت لساحة الاعتصام - دوار المدلجى - عندها قام الشبيحة بالهجوم على الجنازة بالمئات مستعملين الرصاص الحى والأسلحة المتوسطة لتفريق الجنازة فوقع 3 شهداء وعشرات الجرحى ومئات المعتقلين"، مضيفا "يومها كسر أهالى دير الزور القيد وحاجز الخوف الذى فرض عليهم بعد الاجتياح وعادت لزخمها الذى شهد العالم كله به من مظاهرات فى كل وقت وكل مكان".

واستطرد الناشط السياسى السورى الذى يدرس الطب بأحد جامعات سورية أن طلاب المدارس عندما انضموا للثورة بالمدينة أضافوا رقم جديد صعب على المعادلة حيث أصبح انصراف الطلاب كل يوم فى مظاهرات ضخمة تهتف للشهداء وإعدام الطاغية بشار الأسد.

وأضاف الناشط السورى "جاءت النقطة الثانية فى الثورة بدير الزور التى زادت حدة الثورة وهى استشهاد الطفل محمد عبد السلام ملا عيسى البالغ من العمر 15 عاما من مدرسة ثانوية المتفوقين، حيث رفض الخروج فى مسيرة إجبارية لتأييد السفاح بشار الأسد فقام أحد عناصر الأمن بإطلاق الرصاص عليه مرتين للتأكد من موته"، مضيفا بأن الطفل محمد هز العالم وسوريا ومحافظة دير الزور لأنه طفل متفوق رفض الذل فخرجت فى تشييعه مظاهرة بمئات الألوف أيضا كانت ميزتها عودة المشاركة النسائية التى توازى مشاركة الرجال، وكانت منذ هذه اللحظة الخطوة الثانية فى العودة للمليونيات المألوفة فى دير الزور.

وأضاف "ظلت الثورة فى دير الزور فى تصاعد يتخلله تركيز كتائب الأسد على استهداف الأطفال إلى أن جاءت جمعة - الجيش الحر يحمينى- والتى شكلت المفصل الذى هز أركان النظام ورسخ لديه فكرة أن التحرير سيبدأ من دير الزور حيث خرج مئات الألوف فى مظاهرات تهتف للجيش الحر فكان سقوط الشهيد الطفل عبد الله العمار 17 عاما فخرجت فى تشييعه مئات الألوف إلى جانب تشييع شهيد من دير الزور تم اغتيالهم فى دمشق فالتقت الجنازتان وسارتا بمظاهرة إلى مقبرة شهداء الحرية فى دير الزور".

وقال الناشط السورى خلال الرسالة التى بعثها لليوم السابع "هنا كانت اللحظة التى عادت فيها دير الزور إلى كامل بهائها الثورى حيث عاد المتظاهرون من التشييع إلى ساحات الثورة المميزة فى دير الزور من دوار المدلجى الذى شهد الاعتصامات اليومية وساحة الحرية التى كانت مكان التقاء مظاهرات أيام الجمعة، مما دفع النظام الأسدى إلى محاولة جديدة منه لكسر شوكة الثورة فى دير الزور فقامت قطعان الأمن والشبيحة بالهجوم على المتظاهرين السلميين فى منطقة غسان عبود وحى الجورة فما كان من الجيش المنشق فى دير الزور إلا أن يلبى تسمية يوم الجمعة باسمه ويتصدى لقطعان كتائب الأسد موقعا فيهم عشرات القتلى والجرحى التى امتلأت بها المستشفى العسكرى".

وأوضح الشاب السورى النشط فى الثورة السورية منذ اندلاعها أن هذا ما أذهل قوات الأمن التابعة لبشار لأن عمليات الجيش المنشق كانت غالباً تتم ليلاً وتقوم باستهداف دوريات الأمن والحواجز التى تقوم بإذلال المواطنين ولكن الحماية العلنية للثوار السلميين فهو أمر لم يكن محسوباً من النظام.

وأكد الناشط السياسى السورى أن دفاع الجيش الحر والثوار أسفر عن أعطاب العديد من آليات الجيش الأسدى مما جعل النظام يرسل دباباته ومدرعاته لتجتاح سبع مناطق داخل المدينة وتقصف بشكل عشوائى وتنكل بالناس وتطردهم من بيوتهم ليحتلها القناصة الذين أخذوا يطلقون النار على كل شيء يتحرك، ولزيادة التنكيل قامت عصابات الأسد بنهب المحلات وتكسير السيارات، وهذا التنكيل استدعى من الجيش الحر أن يتدخل بشكل أشد ويشتبك مع قوات النظام لعدة ساعات فى محاولة لحماية المدينة.

وقد سقط أثناء هذا الاجتياح العديد من الشهداء ومنهم كان الشهيد رائد خاروف الذى رفض السجود لصورة بشار الأسد صارخا "لن أركع إلا لله الذى خلقنى" فقام أحد ضباط الأمن بضربه قائلاً "ربك نفسه يركع لبشار الأسد" ثم قام بقتله والتمثيل بجثته أمام مرأى أولاده وزوجته قاموا بخطف جثته التى لا تزال عندهم حتى لحظة كتابة هذه الكلمات.

وأنهى الناشط السياسى السورى رسالته لليوم السابع مع كل هذا التنكيل خرجت مئات الألوف اليوم الأحد، من جديد تهتف "سلمية.. حرية"، مضيفا وشعب كهذا لن يلين حتى ينال حريته كاملة ويحاسب المسئولين عن الجرائم، وليؤكد مرة أخرى أن التحرير والنصر سيبدأ من دير الزور ليشمل كل التراب السورى.



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 27/11/2011
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com