أكد مصدر عسكرى كويتى، أن بلاده لم تتلق حتى الآن، أى طلب أمريكى رسمى بتمركز نحو 50 ألف جندى أمريكى فى الكويت حال انسحابهم من العراق.
وكان المتحدث باسم السفارة الأمريكية فى العراق، ديفيد رانز، قد أعلن أمس بدء عملية سحب القوات الأمريكية من العراق، مشيرًا إلى أنه سيتم نقل 50 ألف جندى أمريكى من العراق إلى الكويت ومن ثم إلى الولايات المتحدة.
وقال المصدر- الذى رفض الكشف عن اسمه ـ فى تصريحات لصحيفة "الرأى" الكويتية - إن ما تناقلته وكالات الأنباء عن هذا الخبر يأتى فى خانة "جس النبض" الشعبى، أو تهيئة الظروف الملائمة للقرار مستقبلا، أو رصد ردود الفعل الشعبية والعسكرية من قبل الأطراف المعنية به.
وحذر المصدر من أن الكويت ستصبح فى عين العاصفة الإيرانية إذا صدقت هذه التسريبات عن انتقال 50 ألف جندى أمريكى من العراق للتمركز فى الكويت، إما استعدادًا لتوجيه ضربة عسكرية لطهران، وإما البقاء قريبا من منطقة العمليات فى الخليج.
وأضاف أن هذا الخبر بحاجة إلى تأكيد رسمى وحضور فعلى لتلك القوات على الأرض، مشيرا إلى أنه فى حالة وصول مثل هذا الطلب سيبحث من قبل الجهات المعنية قبل إقرار أى أمر، شارحًا أن عملية نقل القوات تحتاج أولا إلى مباحثات رسمية معمقة، وإلى دراسة سياسية وعسكرية تحدد بكل دقة إيجابيات وسلبيات أى قرار متوقع اتخاذه.
وعدد المصدر جملة من المخاوف التى يمكن أن تصيب تأثيراتها الكويت جراء تواجد هذا العدد الكبير من الجنود الأمريكيين على المستويين الشعبى والاستراتيجى، وبين أن المزاج الشعبى تقبل وجود عدد محدود من القوات فى معسكر (فرجينيا) على اعتبار أنها قوات غير دائمة مهمتها تسهيل العمليات اللوجيستية أثناء تبديل القوات الموجودة فى العراق، وكانت فى إطار اتفاقيات أمنية محددة وقعت بعد تحرير الكويت فى عام 1991، ثم فعلت مع بداية حرب تحرير العراق فى عام 2003، أما تواجد هذا العدد، وفى هذا التوقيت فقد لا يلقى القبول الشعبى المطلوب.
وأوضح أنه من الناحية العسكرية فإن هذا التواجد يعنى التحضير لأمر ما لإيران، وهو ما يجعل الكويت شريكا مباشرا فى أى حرب تشن على طهران من خلال الكويت، ما يعنى وضعنا فى عين العاصفة ويدخلنا جديا فى مرحلة الخطر، مؤكدا أن هذه الاعتبارات سوف تؤخذ على محمل الجد عند دراسة هذا الأمر فى حال تم طلبه رسميا.
وبين أن انتقال القوات الأمريكية من العراق سيتزامن مع إرساء بنية أمنية جديدة فى منطقة الخليج ستواكبها ترتيبات أمنية دفاعية برية وبحرية وجوية واستخباراتية فى مجال تبادل المعلومات مع بقية دول مجلس التعاون الخليجى، إضافة إلى تعزيز تواجد القطع الأمريكية فى الخليج وتعزيز أنظمة الدفاع الجوى واعتراض الصواريخ الباليستية.