أمام كل الحملات التي يشهدها لبنان، والتي تنادي بكفّ أيادي المسؤولين السياسيين عن الفساد والمطالبة برحيلهم، كان للعديد من الفنانين مواقف عبرت عن دعمهم لهذا الحراك. فهم في النهاية مجموعة من المواطنين الذين مهما كان وضعهم الاجتماعي أو المالي مريحًا يعانون جراء الأزمات، البيئية الطاغية أقلّه، خلال الفترة الأخيرة، مع تراكم النفايات في شوارع لبنان، والتي كانت سببًا رئيسيًا في هذا الحراك الشعبي.


لم تُغير المغنية إليسا كثيراً في مواقفها السياسية، ولو أنّها تتبنّى الوجهة الخاصّة بموقف حزب القوات اللبنانية الذي تنحاز إليه. لكنها كانت إلى جانب الحراك الشعبي. وإن لم تشارك شخصيًا في التظاهرات، إلا أنّها عمدت إلى نشر الكثير من الصور والمواقف المؤيدة للانتفاضة الشعبية، على صفحتها الخاصة في موقع تويتر.

لكنّ موقف إليسا لم يتغيّر سياسياً. فهي انحازت إلى فريق الرابع عشر من آذار، وواجهت من تختلف معهم في الرأي. فنشرت الانتقادات التي تطاول "التيار الوطني الحرّ" وبعض الصور، منها صورة سيّارة تحمل لوحة سورية شاركت في التظاهرة التي دعا إليها العماد ميشال عون قبل شهر، لكنها أمس انقلبت على التحرك بعد اعتصام نفذه مسؤولو حملة "طلعت ريحتكم" في مبنى وزارة البيئة واعتذرت اليسا على صفحتها تويتر عن عدم متابعتها للحراك المدني كاتبة: "الفوضى ليست ثورة والمرافق العامة لا يجب أن تحتل بهذا الشكل، عذراً لا يمكنني أن أقف معكم بعد الآن".

ولم يغب الفنان معين شريف عن هذا الحراك منذ يومه الأول، في الثاني والعشرين من أغسطس/آب الفائت. كان معين شريف، المعروف بصداقاته مع العماد ميشال عون، وتأييده الكامل لخطّ حزب الله والسيد حسن نصرالله في مواجهة إسرائيل،  أوّل المعترضين على سياسات الفساد داخل الدولة اللبنانية.

تناسى شريف كلّ صداقة ربطته بالعماد عون وعاد إلى الشارع ليقول إنّه مواطن لبناني فاض به ما يحصل من فساد. وأكثر من ذلك عمل على إنشاء مجموعة "طفح الكيل"، ليكون إلى جانب المجموعات الأخرى التي أُنشئت ومنها "#طلعت_ريحتكم" و"#عالشارع".
أما زميله راغب علامة، فاكتفى بمشاركة عائلته في التحرك الأول الذي حصل يوم 22 أغسطس/آب. إذ لم يكن علامة متواجداً في لبنان. لكن لعلامة مواقف خاصّة بالبيئة منذ وقت بعيد. فهو لطالما نادى بضرورة الاهتمام بالملفّ البيئي في لبنان، ويحاول في كلّ مرة توظيف علاقته بالسياسيين اللبنانيين من أجل ذلك. لكنّ زيارات علامة إلى السياسيين لا تزيد عن كونها مجرّد علاقات لا تؤتي ثمارها. في الوقت نفسه يحذّر راغب علامة، على صفحته الخاصّة في تويتر، من أضرار النفايات وتأثيرها على الأجواء العامة التي يعيشها لبنان.

الفنانة نانسي عجرم فالتزمت الصمت بعدما كانت أوّل المنتقدين لتراكم النفايات في المناطق اللبنانية، فلم تؤيّد أو تعارض التحرّك الشعبي الحاصل في لبنان، ربما خوفاً من أن تُحسب على تيار سياسي دون آخر. 
 
من جهتها نجوى كرم نشرت منذ اليوم الأوّل أغنيتها الوطنية "نحنا الدولة ونحنا الحقّ". ويبدو أنّ كرم ربحت الرهان بعدما أصدرت هذه الاغنية قبل أشهر دون مناسبة. لكنّ كلمات الاغنية، التي كتبها نزار فرنسيس، تستحقّ أن تساهم إلى حدّ ما في الحراك السياسي ومطالبة المسؤولين بالاستقالة. خصوصاً في جملة "ينقبروا هنيّ يفلوا". وكان في ذلك إشارة من نجوى كرم إلى أنّها - بعدما نأت بنفسها سياسياً طوال الفترة السابقة - تناصر الشعب ضدّ فساد الطبقة السياسية.

أما الموقف الأكثر تطرفاً فأخذه الملحن زياد بطرس، شقيق جوليا بطرس، وصهر الوزير في الحكومة الياس بوصعب فبدا منفعلاً عندما كتب على فيسبوك، قائلاً إنّ بعض الموتورين في الحراك المدني شتموا الدين، في إشارة إلى الناشط أسعد ذبيان. وكتب أنّ بعض منظمّي الحملة هم "عملاء صهاينة، ومشاريعهم مكشوفة". وطالب بإزاحة بعض المنظّمين لتكون الحملة وطنية، متّهماً الدولة أيضاً بالفساد.