الريسوني يدعو البشير للتنحي عن الحكم .. وهذه أسبابه


دعا أحمد الريسوني - نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين - الرئيس السوداني عمر البشير إلى التنحي عن الحكم راضيًا مرضيًّا، والإشراف على عملية انتقال حقيقي للسلطة في البلاد.

وخاطب أحمد الريسوني، في تصريح صحفي، الرئيس السوداني بعبارة "الأخ"، قائلًا: "أقول للأخ عمر البشير: حاول أن تستل نفسك من هذه القائمة السوداء، وسجل نفسك في قائمة سلفك الصالح، الكريم المكَرَّم، المشير عبد الرحمن سوار الذهب".

وأضاف العالم المقاصدي، موجهًا كلامه للبشير: "إنَّ أحسن ما تتقرب به إلى ربك، وتخدم به دينك ووطنك، وأفضل ما تهديه للأمة الإسلامية وللحركة الإسلامية، هو أن تتنحى عن الحكم راضيًا مرضيًّا، وتشرف على نقل الرئاسة إلى غيرك وغير حزبك، بطريقة شرعية نزيهة مسلّمة لا شية فيها".

وسجل الريسوني أسبابًا ستة، تحتم على عمر البشير وحزبه أن يتركوا الحكم، وخاصة منه رئاسة الجمهورية، أولها "أنهم استولوا على الحكم عبر انقلاب عسكري لا غبار عليه"، ثانيها "أن انقلابهم كان ضد حكومة شرعية منتخبة لا غبار عليها"، ثالثها "أن سندهم الأقوى في الاحتفاظ بالحكم هو امتلاكهم الجيش وغيره من أدوات الحكم والتحكم، وأما دور الشعبية والمصداقية فيأتي لاحقًا وتابعًا للقوة العسكرية والأمنية وللوجود الفعلي في الحكم".

وتابع الريسوني أن رابع الأسباب يكمن في أن "البشير الآن أمضى في الحكم ربع قرن، وهو وحزبه يطمحون في تمديد حكمهم لأجل غير مسمى. وهذا عادة لا يتأتى إلا بالأساليب التحكمية وفرض الأمر الواقع"، أما خامس الأسباب فهي الخروج من القائمة السوداء لحكام العرب المعمرين.

وهاجم الريسوني، في السبب السادس، ما وصفها بـ"حكاية الدستور والانتخابات والفوز الديمقراطي بالرئاسة والتمديد الديمقراطي لفتراتها اللامحدودة والتأييد الجماهيري العارم. فهذه أمور نعرفها ونعرف قيمتها ونتانتها، مع جعفر النميري وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك وعبد الفتاح السيسي ومعمر القذافي والحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي وهواري بومدين والشاذلي بن جديد وعبد العزيز بوتفليقة ومعاوية ولد الطايع ومحمد ولد عبد العزيز وحافظ الأسد وبشار الأسد وصدام حسين وعلي عبد الله صالح. فالاقتداء بهؤلاء والتحجج بنهجهم وطريقتهم في تولي الحكم والبقاء فيه، أصبح مجرد حجة دكتاتورية سخيفة ومبتذلة".

واستعرض الريسوني حكايته مع السودان، مسجلًا أنه "بعد سنوات قليلة مما سمي (ثورة الإنقاذ) قمت برحلة علمية جامعية إلى السودان، بدعوة من مكتب المعهد العالمي للفكر الإسلامي. وأثناءها قمت بزيارة إلى الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة المعارض، وكانت خصومته للنظام القائم على أشدها، كما هي دائمًا".

ونسب الريسوني إلى الصادق المهدي قوله: "وهو يصف الحالة السياسية ببلاده: نحن عندنا دكتاتورية بلا دكتاتور". وكان يقصد أن الرئيس عمر البشير في شخصه وطبيعته ليس دكتاتوريًّا، بل هو رجل شعبي ومتواضع، ولكنه مع ذلك يرأس ويقود نظامًا دكتاتوريًّا! وقد أعجبني هذا الإنصاف وهذا التدقيق من السيد الصادق المهدي



كاتب المقالة :
تاريخ النشر : 25/10/2014
من موقع : موقع الشيخ محمد فرج الأصفر
رابط الموقع : www.mohammdfarag.com