استعرض الرئيس اليمنى على عبد الله صالح اليوم خلال استقباله لعدد من أعضاء مجلسى النواب والشورى، تطورات الأوضاع والمستجدات على الساحة الداخلية اليمنية فى ضوء الأزمة السياسية الراهنة التى تشهدها البلاد منذ أكثر من ثمانية أشهر، كما استعرض تطورات الأوضاع على الساحة الميدانية فى العديد من المناطق اليمنية ومنها العاصمة صنعاء.

وقال صالح خلال اللقاء الذى حضره نائب رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادى "عدت من المملكة العربية السعودية بعد فترة علاج، ولم أعد منتقما ولا حاقدا، ولكن أحمل غصن الزيتون، وحمامة السلام للشعب اليمنى، وفى حديثه مع أعضاء مجلسى النواب والشورى الذى نقله المركز الإعلامى لوزارة الدفاع اليمنية، وجه التحية لصمود المؤسسات الرسمية والمؤسسات المدنية ومنظمات المجتمع المدنى إزاء ما أسماه بالمؤامرة الكبرى التى يمر بها اليمن منذ تسعة أشهر.

وأضاف "لقد تحقق الهدف الرئيسى وهو إنجاز الوحدة اليمنية وكثير منهم - فى إشارة لقوى المعارضة - كانوا ممن ساهموا من أجل إعادة تحقيق الوحدة لكن من تحققت الوحدة على أيديهم رجعوا كى يتآمروا على الوحدة لأنهم فشلوا.. فشلوا تماما سواء كانوا فى الشمال أو فى الجنوب، فشلوا فعادوا كى يتآمروا مع المتآمرين على إفشال هذا المشروع صراحة منذ انتخابات 1993 والتآمر يتزايد، يتزايد حتى وصل إلى ذروته فى التسعة أشهر الأخيرة.

وهاجم الجناة فى حادث محاولة اغتياله وقيادات الدولة يوم الثالث من يونيو الماضى، وقال "فجرتم دار الرئاسة وجامع دار الرئاسة وقتل من قتل وجرح من جرح لماذا تقطعون التيار الكهربائى على المواطنين؟! ولماذا تفجرون أنبوب النفط؟ وتضربون المعسكرات وتقطعون الطرق وتنهبون القاطرات وتحتلون الجامعة ويقع قتلى وجرحى من كل المحافظات".

وأضاف "أنا لا أتكلم متحاملا نتيجة للإصابة أنا ورفاقى من السياسيين وكثير من الشباب، أنا قلت لكم عندما عدت من الرياض لن أعود منتقما ولا حاقدا ولكن أحمل غصن الزيتون وحمامة السلام للشعب اليمنى، لمن يفهم هذه الرسالة كان من المفترض أن يلتقطوا هذه الرسالة، وهى رسالة موجهة إلى الشعب وهم جزء من الشعب – فى إشارة لقوى المعارضة".

ومضى الرئيس اليمنى على عبد الله صالح قائلا، خلال لقائه مع عدد من أعضاء مجلسى النواب والشورى، "أود أن أقول للإخوان الأعزاء فى مجلسى النواب والشورى أنا مش دعاة سلطة ولا عاد أنا "أشتى" (أرغب) فى السلطة لى أكثر من ثلاث سنوات وأنا كنت "أشتى" أتخلص منها".

وأضاف "فى عام 2006 انتخابات الرئاسة الأخيرة وأنا أقول إنى أجبرت، صحيح مش إنه الشعب اليمنى ليس به رجال، لا هناك رجال أكفاء وأقوى وأشجع منى لكن لم تكن الظروف مهيأة، لأنه عالم مش مصدق إن الرئيس يشتى يتخلص من الرئاسة"، وأشار إلى أنه منذ ذلك اليوم والأمور تتصاعد فى اتجاه إقلاق السكينة العامة وإقلاق الأمن، ليس فى العاصمة صنعاء بل فى كل المحافظات فى تعز وعدن وأبين.

وفى معرض انتقاده لقوى المعارضة لممارساتها خلال الفترة الماضية، قال "أنا أفهم خلال 112يوما وأنا فى الرياض، ورئيس الجمهورية القائد الفعلى هو النائب عبدربه منصور هادى، لماذا لم تتعاونوا معه إذا كان رأسكم فى رأس على عبد الله صالح؟ لماذا قطع الكهرباء عن عبد ربه منصور؟! لماذا تختطفون المواطنين وتفجرون الموقف فى أبين وتعتدون على أقسام الشرطة فى عدن؟! وغيرها".

وأضاف "فى 112 يوما هذا رئيس جمهورية - فى إشارة إلى نائب رئيس الجمهورية - احترموه اكسبوه طمأنوا الشعب اليمنى أن هذا الرجل إذا مسك زمام الأمور سنكون عونا له"، واستعرض الرئيس صالح بعض الممارسات لقوى المعارضة والتضييق على الناس وقطع الطرق والكهرباء ونهب محلات الذهب - حسب قوله - ثم قال "هذا مشروعكم المستقبلى لهذا الوطن، هذا شعاركم الهدم.. هذا كلام مش إن إحنا "نشتى" (نريد) سلطة أنا أرفض السلطة وسأرفضها فى الأيام القادمة وسأتخلى عنها، ولكن هناك رجالا يمسكون السلطة، هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه سواء كانوا مدنيين أو عسكريين سيمسكون الوطن مستحيل أن هؤلاء يخربون الوطن".