من المنتظر أن تمثل قيادات الأمن الباكستانية الاثنين أمام لجنة قضائية تحقق في ملابسات الغارة التي شنها "كوماندوز" أمريكيون في مدينة أبوت آباد وأدت إلى تصفية أسامة بن لادن زعيم "القاعدة" في الثاني من مايو.
وبحسب قناة "دون نيوز" التليفزيونية المحلية، فإنه من المنتظر أن تستمع اللجنة في اجتماعها الثاني والاجتماعات التالية، لأقوال قيادات أجهزة الأمن عما إذا كانوا على علم بوجود بن لادن في مدينة أبوت آباد، وبشأن علمهم بالغارة الأمريكية التي تمت فيها تصفية زعيم "القاعدة".
ونسبت إلى عضو باللجنة القضائية، أنه من المحتمل أن يتم الاثنين تسجيل أقوال مسئولين كبار بجهاز المخابرات الداخلية (أي أس أي) وأجهزة مخابرات أخرى، لتوضيح بعض النقاط  التي لا تزال غامضة، في ظل الغموض الذي يكتنف تلك الغارة، نظرًا لوجود أسئلة كثيرة أثيرت وتنتظر إجابات.
ومن تلك النقاط التي تسعى لجنة إلى التوصل لإجابات بشأنها، مسألة وجود بن لادن بمنزل فخيم من ثلاث طوابق في مدينة أبوت آباد شمال إسلام آباد، وتلك العملية التي نفذها الكوماندوز الأمريكيون واستمرت 40 دقيقة.
ومن المحتمل أن تلقي المسئولين الأمنيين بعض الضوء على دور الأمن الباكستاني ودور أجهزة الأمن والمخابرات في الملحمة بأكملها. وهذه اللجنة مطالبة بتحديد الثغرات الأمنية، إن وجدت، وإصدار توصيات بشن كيفية تلافي مثل هذه الحوادث مستقبلاً، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وواجه الجيش الباكستاني انتقادات نادرة في أعقاب الغارة الأمريكية الخاصة التي قتلت زعيم "القاعدة". وعلى الرغم من أن الجيش أدان الهجوم الذي سبب توترا شديدا في العلاقات الباكستاني- الأمريكية بوصفه انتهاكا لسيادة باكستان، إلا أن الباكستانيين هاجموا قادة الجيش في البلاد بسبب عدم علمهم بشأن هذه العملية.
وأثارت الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة مع جثة وصور بن لادن شكوكا كثيرة حول سيناريو اللحظات الأخيرة لزعيم "القاعدة" وطبيعة المواجهة مع عناصر "الكوماندوز" الأمريكيين. وتؤكد وزارة الدفاع "البنتاجون"، أنه لا نية لديها للكشف عن التفاصيل الخاصة بعملية تصفية زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن التي نفذتها وحدة "كوماندوز" أمريكية انطلاقًا من اعتبارات أمنية.