
قال: (ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين، قطرة من دموع في خشية الله، وقطرة دم تُهراق في سبيل الله...)، الحديث؛ رواه التِّرمذي، وصَحَّحه الألباني.
: (إنَّ قلوب بني آدم كلها بين إصبعينِ من أصابع الرحمن؛ كقلب واحد، يصرفه حيث يشاء)؛ رواه مسلم.
فقد كان أخشى الناس لله، وأرقهم قلبًا ، فقد ثَبَت في الصَّحيحينِ، عنِ ابن مسعود رضي الله عنه : أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (اقرأ عليَّ القرآن)، فقال: أقرأ عليك القرآن، وعليك أنزل؟! قال: (إنِّي أحبُّ أن أسمعه مِن غيري) ، فقرأ من سورة النساء حتى بلغ قول الله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} النساء: 41، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (حسبك)، فإذا عيناه تَذْرفان.
في بكائِه مِن خشية الله، أَخَذَهَا الصحابة والتابعون - رضوان الله عليهم - فقد روى الحاكم، والبَزَّار بِسَنَدٍ حسن، عن زيد بن أرقم، قال : كنَّا مع أبي بكر رضيَ الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فاسْتَسْقى، فقدم له قدح من عَسل مشوب بماء، فلمَّا قربه إلى فِيهِ بكى وبكى، حتى أبكى مَن حوله، فما استطاعوا أن يسألوه عن سبب بكائه، فسكتوا وما سكت، ثم رفع القدح إلى فيه مَرَّةً أخرى، فلما قربه من فيه بكى وبكى، حتى أبكى مَن حوله، ثم سكتوا فسكت بعد ذلك، وبدأ يمسح الدموع من عينيه رضي الله عنه فقالوا: ما أبكاك يا خليفة رسول الله ؟ قال : كنتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكان ليس معنا فيه أحد، وهو يقول: (إليكِ عني، إليكِ عني)، فقلتُ: يا رسول الله، مَن تُخاطِب، وليس ها هنا أحد؟ قال صلى الله عليه وسلم : (هذه الدُّنيا تمثَّلت لي، فقلتُ لها: إليكِ عني، فقالت: إن نجوتَ مني فلن ينجو مني من بعدك)، فخشيت مِن هذا.