رأى رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي أن التحدي في تونس يتمثل في النخبة السياسية التي قال: إنها لم تشارك في الثورة، وكان أغلبها مع النظام السابق، وانقلبوا الآن وصاروا ثوارًا ويتصدرون الثورة زورًا وبهتانًا.
وأضاف: "الشعب في عمومه في الكثير من الأحيان يظهر وعيًا ومسؤولية أكثر وأكبر من النخبة".
وأردف الجبالي: "نكبتنا في نخبتنا، النخبة التونسية لم تشارك في الثورة، وكان أغلبها مع النظام السابق إلا القليل من المقاومين في كل المجالات السياسية والإعلامية والثقافية، إلى آخره. وكلهم تقريبًا الآن انقلبوا وصاروا ثوارًا ويتصدرون الثورة زورًا وبهتانًا".
وأضاف في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط": "الشعب الآن يشعر باليأس والاستياء من الشعب وفئاته كلها، خاصة الشباب نتيجة لذلك، وهذه النخبة السياسية الآن في خصام وثرثرة وتضييع الوقت من أجل أهداف إما شخصية أو فئوية أو أجندات، والمؤسف كله باسم الثورة، فالمشكلة الآن أن ترتفع هذه النخبة أو يمكن أن يفعل الشعب شيئًا آخر، فلابد من اعتبار مصلحة البلد".
وتابع: "أنا شبهت تونس بصورة أقرب إلى الحقيقة، مثل الجريح الذي ينزف دمًا في الصحراء وهؤلاء الوحوش الكواسر من فوق ينهشون دمه وهو ينزف دمًا، وكل يختطف قطعة من نفسه، مع الأسف".
وقال رئيس الوزراء التونسي: "الصورة ليست قاتمة ولكن حقيقية، الشيء الجميل هو هذا الشعب فعلاً، الذي ما اغتر ويفهم وهو ذكي جدًّا، وأتمنى أن تستفيق النخبة السياسية، خاصة أحزابها ومثقفيها وإعلامييها لأنه ما زال العالم العربي والشعوب العربية مع الأسف الشديد تقوم فيه النخبة بدور حاسم".
وأضاف: "الفارق بيننا وبين الغرب أن الشعب له من القنوات ومن المؤسسات والجمعيات وصنع القرار والتأثيرات، وهذا لم يحدث بعد، إذًا الثورة لم تتكتل بعد".