وعد المرشح الرئاسي الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل أنصاره بأن يعلن عن مفاجآت كبرى خلال الأيام المقبلة، مؤكدًا أنه يجمع العديد من الوثائق الأمريكية التي تثبت أن والدته مواطنة مصرية، ولا تحمل الجنسية الأمريكية بالتعاون مع محامين أمريكيين، ومشيرًا إلى أنه يواجه حملة تشهير وتآمر واسعة النطاق من داخل مصر وخارجها.

وتشهد الساحة الإعلامية المصرية هجومًا غير مسبوق ضد المرشح الإسلامي الشيخ أبوإسماعيل في محاولة لإزاحته من سباق الرئاسة بعد ظهور شعبية هائلة له في مختلف الأوساط، بما في ذلك أوساط الأقباط والقوى الثورية، وأصبحت تلك القضية هي المسيطرة على الجدل الإعلامي والسياسي في مختلف الصحف والقنوات الفضائية والمؤتمرات السياسية, وفقًا لـ"المصريون".

وكانت الأحداث المثيرة قد تلاحقت في القضية المتعلقة بالمزاعم عن حصول والدة المرشح الرئاسي حازم صلاح أبوإسماعيل على الجنسية الأمريكية أمس، حيث تسابقت صحف رسمية في نشر ادعاءات - ثبت كذبها بعد ذلك - أن أجهزة رسمية مصرية قدمت وثائق تثبت حصول والدة المرشح الرئاسي على الجنسية الأمريكية.

وكانت أكثر المواقف سخونةً تكذيب الخارجية المصرية لصحيفة "الأهرام" - كبرى الصحف القومية - علنًا أمس، بعد أن نشرت في صدر صفحتها الأولى في عدد الجمعة "مانشيت" كبيرًا يقول: "الخارجية: والدة أبو إسماعيل أمريكية"، ونسبت فيه إلى وزارة الخارجية المصرية أنها سلمت للجنة العليا للانتخابات خطابًا رسميًّا يفيد أن والدة المرشح الرئاسي حاصلة على الجنسية الأمريكية.

وقد تناقل الخبر قنوات فضائية عربية ومصرية عديدة ونشرته كخبر عاجل، لكن المتحدث باسم الخارجية المصرية الوزير المفوض عمر رشدي صرح مساء الخميس أن ما نُشر مجرد أكاذيب واختلاقات لا صلة لها بالحقيقة، وأن وزارة الخارجية لم تُصدر أي بيان أو وثيقة بهذا الخصوص، وأن الوزارة لم ترسل أي خطابات إلى اللجنة العليا للانتخابات، بل إن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أضاف كلامًا في غاية الأهمية والخطورة، حيث قال: إن وزارة الخارجية ليس لها دخْل فيما يتعلق بجنسية والدة المرشح الرئاسي المحتمل حازم أبوإسماعيل.

وأكد رشدي أن ذلك أمر يخص اللجنة الرئاسية وحدها دون غيرها، وهي المنوطة بالإعلان عن أي شيء يثبت في هذا الصدد، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية لم تصدر أي بيانات أو تصريحات حول هذا الموضوع.

ثم أعادت الوزارة تأكيد بيانها الجمعة، فنفى المتحدث الرسمي باسمها ظهر الجمعة ما رددته بعض وسائل الإعلام حول قيام وزارة الخارجية بإرسال خطاب رسمي إلى اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بشأن جنسية والدة أحد مرشحي الرئاسة.

وقال رشدي: إن وزارة الخارجية قد أحالت على الفور ما تلقته من استفسارات من اللجنة بشأن المرشحين كافة إلى الدول المعنية لمراجعة قوائم الحاصلين على جنسيتها من المصريين, ولم تتلقَّ وزارة الخارجية ردًّا في هذا الشأن بعد, وستقوم الخارجية بموافاة اللجنة بأي بيانات رسمية تتلقاها فور ورودها، وذلك حسب نص بيان الوزارة.

على جانب آخر، فنَّد المستشار فاروق سلطان - رئيس اللجنة العليا للانتخابات - ما نشرته بعض الصحف من أن وزارة الداخلية أكدت في خطابها إلى اللجنة أن والدة المرشح تحمل الجنسية الأمريكية، مؤكدًا أن كل ما ورد للجنة عبارة عن خطاب من "الداخلية" يفيد بأن والدة المرشح كانت تحمل وثيقة سفر أمريكية سافرت بها عدة مرات، من دون أن توضح الوزارة ما إذا كانت المواطنة تحمل الجنسية الأمريكية أم لا.

وكان المحامي المصري مختار نوح قد قال: إنه كوَّن لجنة من كبار المحامين للدفاع عن المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية حازم صلاح أبوإسماعيل على خلفية جنسية والدته.

وقال نوح: إن أول ما ستقوم به اللجنة هو الطعن على المادتين 27 و28 من الإعلان الدستوري لوقف انتخابات الرئاسة، كما أنهم أعدوا ثلاثة طعون لثلاثة مرشحين رئاسيين، هم: المهندس يحيى حسين عبد الهادي، والدكتور أيمن نور - حالة استبعاده - والشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل المهدَّد بالاستبعاد بسبب "فبركة" الجنسية.

وأضاف أنه على علم بنية المجلس الأعلى للقوات المسلحة في استبعاد الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل من انتخابات الرئاسة منذ ثلاثة أسابيع، مشيرًا إلى تسرب أخبار له عن اتصالات ولقاءات بين المجلس العسكري وقوى سياسية أخرى؛ لكى يتصدَّر المشهد الرئاسي الإسلامي مرشح بعينه مع الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح بُغية إبعاد أبوإسماعيل.

وقال: إنه سيتقدم بالطعن على المواد الدستورية يوم الأحد المقبل، إلا أنه ناشد الشيخ حازم تحرير توكيل إلى اللجنة للقيام بمهامها، موضحًا أنهم فشلوا في لقائه طيلة ثلاثة أسابيع منذ علمهم بنية المجلس العسكري.

وتابع قائلاً: "كل ما توقعناه من حيل وألاعيب واتفاقات سرية تمت".