قالت المفوضية الأوروبية، اليوم ،الاثنين، إنها "تشجع روسيا على معالجة الثغرات" فى العملية الانتخابية غداة فوز فلاديمير بوتين فى الدورة الأولى من الاقتراع الرئاسى.

وقالت الناطقة باسم المفوضية مايا كوسيانسيتش إن "الاتحاد الأوروبى أخذ علماً بالنتائج الأولية"، مشددة على أن المفوضية تشاطر المراقبين الدوليين قلقهم بعد تقرير لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا تحدث عن مخالفات.

وأضافت "بشكل عام نشاطرهم تقديراتهم ونشجع روسيا على معالجة هذه الثغرات". وأوضحت أن الاتحاد الأوروبى "تابع باهتمام كبير" الاقتراع لأن روسيا "شريكة استراتيجية وجارة مهمة فى آن واحد". وعن تأخر الاتحاد فى تهنئة بوتين بفوزه، قالت المتحدثة باسم المفوضية إن بروكسل تنتظر تقريراً حول نتائج الاقتراع.

من جانب آخر قال المراقبون التابعون لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، إن الانتخابات الرئاسية الروسية التى فاز فيها فلاديمير بوتين شهدت مخالفات كبيرة خلال احتساب الأصوات، بعد حملة "سخرت بشكل واضح" لمصلحة رئيس الوزراء.

وقالت المنظمة فى بيان إن "العملية تراجعت عند احتساب الأصوات، وجرت بشكل سلبى بسبب مخالفات إجرائية". وتابعت أن "الحملة الانتخابية سخرت بشكل واضح لمصلحة أحد المرشحين".

وتابعت إن "عمليات حشو صناديق اقتراح جرت. ففى 27 مركزاً لاحتساب الأصوات، تمت مراقبتها (من أصل 98) لم تعرض بطاقات التصويت على كل الحاضرين، ولم تحتسب واحدة واحدة بشكل شفاف".

وقال المراقبون، "مع أن المرشحين للانتخابات الرئاسية الروسية كانوا قادرين على القيام بالحملة بدون عراقيل، سخرت الظروف بشكل واضح لمصلحة مرشح واحد هو رئيس الوزراء فلاديمير بوتين".

وتابعوا، إن "هذه الانتخابات أظهرت أن هناك فائزاً واضحاً بأغلبية مطلقة بدون الحاجة إلى دورة ثانية. لكن خيار الناخبين كان محدوداً، والتنافس الانتخابى لم يكن عادلاً، وغاب حكم مستقل".

وانتقدت البعثة أيضاً عمل الكاميرات الإلكترونية التى وضعت فى مراكز الاقتراع، وهو إجراء اقترحه بوتين نفسه، بعدما تحدثت المعارضة ومراقبون عن عمليات التزوير فى الانتخابات التشريعية التى جرت فى ديسمبر الماضى.

من جهتها قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن فرنسا "أخذت علماً بالفوز الواضح" لفلاديمير بوتين فى الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الروسية، وتدرس "التقرير الأولى" لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا حول سير الاقتراع.

وصرح الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو فى لقاء مع صحفيين بأن "رئيس الجمهورية (نيكولا ساركوزى) ووزير الخارجية (آلان جوبيه) سيعبران فى الساعات المقبلة عن موقفهما" من الاقتراع. ويأتى رد الفعل الفرنسى هذا قريباً من تصريحات المفوضية الأوروبية التى قالت إنها "تشجع روسيا على معالجة الثغرات" فى العملية الانتخابية.

كما صرح ناطق باسم رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون بأن نتائج الانتخابات الرئاسية فى روسيا التى فاز فيها فلاديمير بوتين "حاسمة" على الرغم من "مشاكل" تحدثت عنها منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا.

وقال الناطق، فى لقاء مع صحفيين، إن تقرير المنظمة "حدد بوضوح مشاكل، ونود أن تتم تسوية هذه المشاكل فى وقت لاحق، لكن من الواضح أن هذه الانتخابات أدت إلى نتيجة حاسمة". وتابع "حتى المعلومات التى جمعتها المنظمات غير الحكومية تضع بوتين فوق عتبة الخمسين بالمئة اللازمة للفوز من الدورة الأولى". وردا على سؤال عما إذا كان رئيس الوزراء ينوى الاتصال ببوتين، قال إنه "من المرجح أن يفعل ذلك" فى "وقت لاحق اليوم". وتابع، إن "لندن تريد علاقة بناءة مع روسيا".

وأعلن الناطق باسم أنجيلا ميركل أن المستشارة الألمانية ستتصل ظهر الاثنين بفلاديمير بوتين الذى فاز فى الاقتراع الرئاسى فى روسيا، الأحد، لتعبر له عن "تمنياتها بالنجاح" فى مهامه الجديدة. وقال شتيفان سايبرت فى مؤتمر صحفى فى برلين إن "المستشارة ستتحدث حوالى نصف الساعة مع السيد بوتين لتتمنى له النجاح فى ولايته المقبلة، والنجاح قبل كل شىء أمام التحديات التى تواجهها روسيا".

وأضاف، إن "ألمانيا وروسيا شريكتان استراتيجيتان، وهذه الشراكة يجب أن يتم تطويرها"، مؤكداً أن "الحكومة الألمانية ستبذل قصارى جهودها لتحقيق ذلك". وتابع الناطق، إنه "لا يمكن حل الكثير من المشاكل الدولية إلا مع روسيا"، مشيراً خصوصاً إلى سوريا التى "ستشغل بالتأكيد حيزاً" فى الاتصال الهاتفى بين ميركل وبوتين. وأكد أن تحديث روسيا الذى يريده بوتين يعنى أيضا "تحديثاً سياسياً وتحديث المجتمع".

من جانبه هنأ الرئيس الصينى هو جينتاو فلاديمير بوتين على فوزه بالانتخابات الرئاسية الروسية، كما أعلنت وزارة الخارجية الصينية.

وقال الناطق باسم الوزارة ليو وايمين إن "الرئيس هو جينتاو وجه برقية تهنئة" إلى بوتين معتبراً أن "الانتخابات جرت بنجاح" رغم احتجاجات المعارضة الروسية. وقد فاز رئيس الوزراء الروسى فى الانتخابات الرئاسية إثر حصوله على قرابة 64% من الأصوات فى اقتراع قالت المعارضة إنه تخللته أعمال تزوير.