قال الجنرال "رونين كوهين" المسئول العسكرى السابق فى هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "آمان" إن موافقة الحكومة الإسرائيلية على إجراء صفقة التبادل مع حركة حماس ووفق شروطها، يعتبر إخفاقاً كبيراً للجيش الإسرائيلى وأجهزة مخابراته فى التوصل إلى معلومات تقود إلى استعادت الجندى "جلعاد شاليط".
وأشار كوهين خلال مقابلة صحيفة مع صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن صفقة شاليط هى خطوة متوقعة من الجانب الإسرائيلى، لعدم قدرة الجيش الإسرائيلى على استعادته، بسبب الفشل الذريع للجيش الإسرائيلى وأجهزة استخباراته فى التوصل إلى معلومات عن مكان الجندى المختطف لدى حركة حماس منذ ما يقارب الخمس سنوات.
وأضاف كوهين الذى عمل فى الفترة الأخيرة بفرع الاستخبارات العسكرية التابعة لهيئة الأركان العامة الإسرائيلية قائلاً: "لم يأخذ الجيش الإسرائيلى قضية شاليط منذ بدايتها على محمل الجد، حتى إنه لم يعين طاقماً لإرجاعه، واكتفى بإلقاء المهمة على جهاز الشاباك".
ولفت كوهين إلى أن الجيش الإسرائيلى كان يمتلك معلومات إستخباراتية، كانت من الممكن أن تؤدى إلى إطلاق سراح شاليط، ولكن المعلومات أثبتت عدم صحتها بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فى شهر ديسمبر عام 2008، كما أن الجيش الإسرائيلى حاول خلال الحرب على قطاع غزة اختطاف عدد من قيادات حركة حماس لمبادلته بالجندى شاليط، أو الضغط على حركة حماس لإطلاق سراحه، ولكن الجيش فشل فى تحقيق أى من هذا.
وختم المسئول العسكرى الإسرائيلى السابق حواره مع هاآرتس قائلا "إن الحكومة الإسرائيلية لم يكن لديها خيار فى نهاية المطاف سوى الاستجابة لشروط حركة حماس، بعد أن فشلت جميع الطرق سواءً العسكرية منها والدبلوماسية.
وفى السياق نفسه، حذرت 5 منظمات يمينية متطرفة رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتانياهو" أمس، الأحد، من تبعات صفقة التبادل مع حركة حماس.
وجاء فى الرسالة التى بعثت بها المنظمات: "إن وزراء الحكومة ومن يقف على رأسهم يحملون كامل المسئولية القانونية والسياسية لأى عملية ضد إسرائيل تحدث بشكل مباشر أو غير مباشر من جراء عملية إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين فى صفقة شاليط".
أطلقت إسرائيل اسم جديد على صفقة تبادل الأسرى مع الفلسطينيين "صب الماء" أو كما يطلق عليها بالعبرية "بيت هشيؤفا" وهو اسم توراتى مستمد من التقاليد والطقوس الدينية ويشير إلى الفرحة فى عيد العرش اليهودى الذى يوافق بدء موسم الأمطار، وهناك عبارة فى التوراة تقول "من لم يشاهد فرحة بيت هشيؤفا كأنما لم ير فرحة فى حياته".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن الدوائر الأمنية المختصة فى إسرائيل اتفقت على تسمية عملية تبادل الأسرى بـ"ساعة الإغلاق".
وأشارت يديعوت إلى أن التسمية جاءت تأسياً باسم الصلاة التى يؤديها اليهود فى يوم الغفران، موضحة أنه على الرغم من أن الصفقة أقرت عشية عيد العرش، إلا أن تفاصيلها تقررت فى موعد قريب من أقدس الأيام لدى اليهود.