موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || انتخابات فرنسا هل يمكن الحديث عن كتلة مسلمة ؟؟
اسم المقالة : انتخابات فرنسا هل يمكن الحديث عن كتلة مسلمة ؟؟
كاتب المقالة : هشام أبو مريم ــــ باريس

ل أقل من ثلاثة أسابيع من موعد الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية التي ستجري يوم 23 أبريل/نيسان الجاري، يطفو على السطح السؤال المتكرر في كل استحقاق انتخابي؛ حول دور وحجم الناخب المسلم في هذه الانتخابات، ومدى انسجام هذه الكتلة الانتخابية.

ورغم أن القانون الفرنسي يمنع إجراء إحصاءات على قاعدة الدين والعرق، فقد تأكد من خلال استطلاع للرأي عام 2012، أن الجالية العربية والمسلمة صوتت بأغلبية ساحقة تجاوزت 86% لصالح مرشح الحزب الاشتراكي
فرانسوا هولاند من أجل قطع الطريق على نيكولا ساركوزي.

لكن خاب ظن المسلمين خلال هذه الولاية الرئاسية بسبب تعرضهم لضغوط سياسية كبيرة بعد الهجمات التي ضربت
فرنسا، وبسبب عدم رضاهم عن الحصيلة الرئاسية في ما يخص القطاعات التي تهمهم.

خشية
ويخشى مراقبون أن تشهد هذه الانتخابات عزوفا من طرف المواطنين الفرنسيين بشكل عام والمسلمين بشكل خاص، بسبب عدم توفر مرشح يستجيب لتطلعاتهم. كما أن
اليمين المتطرف واليمين المحافظ يخوضان حملة شرسة ضد الإسلام، بعدما سعى كل من مارين لوبان وفرانسوا فيون لشيطنة المسلمين واتهامهم بالفشل في الاندماج في المجتمع الفرنسي

وكان فرانسوا فيون قد تحدث صراحة بوضع "الديانة الإسلامية تحت المراقبة الإدارية" في حال فوزه، إضافة إلى تصريحه بأن "الاسلام يشكل مشكلة في فرنسا بخلاف باقي الديانات الأخرى". كما أن مارين لوبان تحدثت عن "الغزو الإسلامي"، وزعمت أن "المسلمين يفضلون العيش في جماعات فيما بينهم ولا يرغبون في الاندماج".

وأوضح الأكاديمي والرئيس السابق لاتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا الدكتور أحمد جاب الله أن لدى المسلمين قاعدة انتخابية تناهز 1.5 مليون صوت، يمكن أن تكون عامل تأثير وقوة لو أحسنوا الاختيار، مضيفا أن "المرشح الذي انتهج خطابا مسالما تجاه المسلمين وعارض صراحة شيطنتهم، هو المرشح الاشتراكي بونوا هامون، لكن المشكلة تكمن في أن حظوظه بالفوز ضئيلة جدا".

خلفية التصويت
وعما إذا كان المسلمون يصوتون على خلفية دينية أم هناك اعتبارات أخرى، قال المحلل السياسي الفرنسي توماس غينوليه صاحب كتاب "فوبيا الإسلام في فرنسا" إن "المسلمين يصوتون على خلفية دينية في حالة واحدة فقط، وهي الدفاع عن أنفسهم.. عندما تكثر
الإسلاموفوبيا وتتم شيطنتهم، وحينما يتعرضون لحملة عنصرية من طرف بعض السياسيين

وأضاف غينوليه أن المسلمين في الظروف العادية يصوتون لاعتبارات اقتصادية، "فالفقراء يصوتون لليسار، أما الطبقة الميسورة  فتصوت لليمين"، وهو ما ذهب إليه أيضا الدكتور أحمد جاب الله الذي أكد أن المسلمين "يهمهم الشأن العام قبل كل شيء، ومصلحة البلاد في كل القطاعات، لأنهم يحسون بأنهم مواطنون فرنسيون وليسوا أجانب".

كما أوضح غينوليه أن اعتبار "صوت المسلمين كتلة واحدة يبقى نسجا من الخيال لدى بعض السياسيين" الذين يكنون العداء للمسلمين، من أجل "اتهامهم بالتصويت كطائفة لا كمواطنين" لهم حرية الاختيار في التصويت للمرشح الذي يرضون برنامجه الانتخابي.

تاريخ الاضافة: 07/04/2017
طباعة