موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || انتفاضة صغيرة في القدس
اسم المقالة : انتفاضة صغيرة في القدس
كاتب المقالة : الكاتب: ألون بن ديفيد / صحيفة معاريف

طالب الكاتب ألون بن ديفيد أن تسيطر اسرائيل بشكل كامل على المسجد الأقصى وعلى إدارته، على أن تسمح فيه بالعبادة للمسلمين واليهود معا بتشديدات وشروط معينة والتحقق ممن يدخل إلى هناك، مشيرا في مقال بصحيفة معاريف، إلى أن ما يحدث هو انتفاضة صغيرة لكنها ستتصاعد في الفترة المقبلة، ويغذيها ارهاب يهودي يجب القضاء عليه والسيطرة على الأمور بالسماح للجانبين بارتياد الأقصى وجعل إدارته للسلطات الاسرائيلية، وأن تستمر إسرائيل باعتقال الشباب الفلسطيني مع عدد محدود من الاصابات لاثبات سيادتها ، مع بناء جدران وأسوار تفصل بين القرى الفلسطينية والإسرائيلية في القدس.

 

وهذا نص المقال:

أصبحت انتفاضة صغيرة في القدس، لأنها لم تنتشر إلى باقي أنحاء الضفة، ولكنها انتفاضة لايقودها ولايديرها أحد، بل تندلع بداية من الشبكات الاجتماعية ويقوم بها شباب تتراوح أعمارهم بين 14 و20عام.

 

 وفي كل عام يتصاعد العنف في أيام الأعياد، وهذا العام يزداد التصعيد حيث يتزامن عيد الأضحى مع يوم الغفران- اليهودي- وينضم اليهم الاعلان المرتقب لأبي مازن في الأمم المتحدة عن فلسطين كدولة تحت الاحتلال ـ الوصفة التي تضمن أن تكون الأسابيع التالية لشهر أكتوبر أياما مضطربة هي الاخرى.

 

الحرم في المركز، مثلما هو الحال دائما, ولن يجدي أي توضيح للفلسطينيين, فهم مقتنعون أن إسرائيل على وشك تغيير الوضع في الحرم، ومثلما انتشرت في الشبكة الاجتماعية الإسرائيلية مجموعة تصدق هذه الشائعة الكاذبة، وكأن حرق العائلة الفلسطينية في دوما لم يكن عملية إرهاب يهودي، كما تنتشر في الشبكات الاجتماعية للفلسطينيين تقارير عن التغييرات التي تعتزم إسرائيل تنفيذها في الاقصى، وهذا يكفي لاخراج الشباب إلى الشارع.

 

هناك بعض الجهات التي تثير الوضع مثل الحركة الإسلامية الإسرائيلية، حركة «شباب الاقصى»، وحماس بالطبع. وكثير من الجهات المثيرة في الحرم هم مواطنون إسرائيليون، يستغلون قدرتهم على الوصول الحر إلى المكان.

 

على مدى سنوات طويلة، أهملت السلطات تنفيذ القانون شرق القدس وخلقت في داخل العاصمة جيوبا لا تصل اليها يد القانون، فكل تسليم لقرار قانوني يتطلب سرية من الشرطة، وكل هدم لمنزل في سلوان يتطلب حملات كتائبية. وفي ظل غياب القانون تربت الشبيبة والتي تشعل الوضع الآن على خط التماس.

 

إن أوامر رئيس الوزراء للشرطة باستخدام القناصين في القدس تتعارض وكل توصيات أجهزة الاستخبارات. حيث أنها ترى أن إيقاع عدد كبير من من المصابين في الطرف الفلسطيني سيشعل نار العنف ويدفعها لان تنتشر، ومثلما رأينا في الانتفاضة الأولى والثانية ـ فان وقوع قتلى فلسطينيين لا يهديء الاضطرابات بل على العكس يشعل الوضع.

 

فإذا كان الجيش الإسرائيلي تعلم كيف يدخل إلى مخيم جنين للاجئين، وهو المكان الاكثر اشتعالا في الضفة، واعتقال أشخاص من هناك مع ايقاع حد أدنى من المصابين ـ فان الشرطة ايضا عليها فعل الأمر ذاته.

 

ولكن من المحظور منع الاصابات تماما، فعلى إسرائيل أن تحقق سيادتها، والاختبار سيكون في الحرم، فمن المطلوب تواجد قوي في الحرم ورقابة كاملة على مداخله من أجل تصفية ظاهرة «الاعتكاف» للشباب ممن يأتون للمبيت في المسجد للاعداد للمواجهة في صباح الغد. كما أن مجموعة «المرابطات» التي تصيح والتي ترافق كل زائر إسرائيلي يحج إلى الحرم، يجب أن تفكك.

 

وأيضا حان الوقت أن تأخذ إسرائيل من يدي الحركة الإسلامية ومن أيدي الاوقاف مفاتيح الحرم، وأن تسمح بالزيارات وبالعبادة لكل من يرغب في ذلك, فتنظم ترتيبات لصلاة اليهود والمسلمين في الحرم الابراهيمي، واذا كان اليهود ينجحون حتى في الصلاة في قبر يوسف ـ فلا يوجد سبب يمنع أن يتوفر في الحرم نظام يسمح بحرية العبادة للجميع.

 

إن هذا السلوك سيؤدي بموجة العنف أن تهدأ بعد الاعياد, ولكن الاختلاط الذي خلقه البناء الإسرائيلي في القدس بين احياء يهودية وقرى فلسطينية يستدعي الاحتكاك الدائم، وفي غياب الفصل- فان هذ الاحتكاك سيستمر.

 

العلاقات بيننا وبين الفلسطينيين والجيرة الطيبة تتستدعي جدرانا عالية. اسألوا مثلا سكان قرية متان كيف كانت جيرتهم مع قرية حبلة قبل ان يفصل السور بينهما، في الأماكن المقدسة يجب أن يتم فرض التعايش بالقوة، ولكن من يتوهم في وجود الدولة ثنائية القومية مدعو لأن ينظر إلى الوضع في القدس ويتوقع ما ينتظرنا.

 

مثلي مثل الكثير من الإسرائيليين، أخشى ألا ارى أي اتفاق سلام آخر في حياتي. بل وفي السنوات الاخيرة أصبحت كلمة "سلام" غير منضبطة سياسيا، ومن الواضح ايضا أننا تخلينا عن التطلع للعيش بسلام.

 

في شبابي، كادت تكون كل تهنئة بالسنة الطيبة تضمن عبارة"سنة سلام وأمان"، كان ذلك خلال سنوات بدت فيها زيارة الرئيس المصري- أنور السادات- إلى القدس وهم مردود، ولكن هذا لم يمنعنا من أن نتطلع إلى السلام. ، آباؤنا هنأوا قائلين "السنة القادمة في القدس"، حتى عندما بدت القدس لهم ابعد من القمر. يحتمل أننا سنعاني، ولكن علينا ألا نتخلى عن الأمل.

تاريخ الاضافة: 05/10/2015
طباعة