موقع الشيخ محمد فرج الأصفر || نتنياهو يخسر تأييد الأميركيين ويمنح إيران هدية
اسم الخبر : نتنياهو يخسر تأييد الأميركيين ويمنح إيران هدية


يستمرّ في إسرائيل، الجدل حول الأزمة الجديدة في العلاقات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، إثر إصرار نتنياهو على إلقاء خطاب أمام مجلسي النواب الأميركيين في الثالث من مارس/آذار المقبل.

وقد أبرزت الصحف الإسرائيلية، أمس الأحد واليوم الاثنين، التحوّلات في المواقف الأميركية، من نتنياهو، والتي اعتبرت أنها دليل على خسارة الأخير، دعم الإعلام الأميركي، وخصوصاً المحسوب على الجمهوريين.

وعنونت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، صفحتها الأولى، "يفقد أميركا" في إشارة إلى الهجوم الذي شنّته أمس الأول، شبكة فوكس نيوز الأميركية على نتنياهو، وانتقادها لإصراره على الزيارة التي تمّ ترتيبها من دون علم الرئيس أوباما.

واعتبر الصحافي المخضرم، ناحوم برنيع، أنّ الأزمة الجديدة وعناد نتنياهو على إلقاء الخطاب، بالرغم من كل شيء، هو بمثابة هدية لإيران، فترتيب الزيارة خفيةً عن الرئيس ووزير الخارجية وأعضاء مجلسي النواب الأميركيين من الحزب الديمقراطي، وبعض نواب الحزب الجمهوري، جعلت نتنياهو في مواجهة مع هؤلاء جميعاً.

وبحسب برنيع، فإنّ هذا يعني عملياً تضاؤل وتراجع احتمالات تشريع جديد في الكونغرس الأميركي، لصالح تشديد العقوبات على إيران، وتوجيه ضربة إضافية للوبي الإسرائيلي، في الولايات المتحدة "أيباك".

كما رأى أنّ نتنياهو يدرك في قرارة نفسه، أنّه وبالرغم من قدراته الخطابية والبلاغية، فلن يكون بمقدوره عبر خطاب واحد أن يدفع الرئيس الأميركي، إلى اتخاذ خطوات يرى أنّها لا تخدم مصالح الولايات المتحدة.

ومع أن برنيع، أورد تصريحات نتنياهو أمس بأنه يرى لزاماً عليه كرئيس حكومة إسرائيل الوصول إلى كل مكان لإسماع موقف إسرائيل، إلا أنه وفي الوقت ذاته، لم ينس التلميح إلى المكاسب الانتخابية التي يسعى نتنياهو لجنيها من خطابه أمام مجلسي النواب في الولايات المتحدة.

لذلك، دعا برنيع نتنياهو، بلهجةٍ ساخرة، إلى مطالبة رئيس لجنة الانتخابات المركزية بمنع بث خطابات نتنياهو في الولايات المتحدة في التلفزيون الإسرائيلي، خصوصاً على ضوء سعي حزب ميرتس اليساري، إلى استصدار أمر من المحكمة العليا الإسرائيلية بهذا الخصوص.

وفي السياق الأميركي، أبرزت مراسلة الصحيفة في الولايات المتحدة، أورلي أزولاي، حقيقة خسارة نتنياهو "لحصنه" في الإعلام الأميركي، وهي شبكة فوكس نيوز التي انتقدت زيارة الأخير بشدة.

واعتبرت أزولاي أنّ خطوة نتنياهو، دليل على أنّه فقد سحره ولم يعد يدرك أو يفهم المجتمع الأميركي، ولا الخطاب الجديد في الولايات المتحدة، فهو "يتحدث الإنجليزية جيدا لكنه لم يعد يتقن اللغة الأميركية".

وخلصت إلى القول إنّه في حال توصّل أوباما إلى اتفاق مع إيران فإن ذلك سيكون أيضاً، وبقدر لا يستهان به بفعل "أحابيل" نتنياهو التي أحبطت بفعل اعتباراته الحزبية والانتخابية، إمكانيات فرض الكونغرس مزيد من العقوبات على إيران.


تاريخ الاضافة: 26/01/2015
طباعة